Abstract:
تعتبر النيماتودات الممرضة للحشرات أحد أهم وسائل المكافحة الحيوية التي تستخدم للسيطرة على الآفات التي تعيش في التربة. إلا أن حساسية هذه النيماتودات لعدد من العوامل البيئية و غير البيئية كارتفاع درجة الحرارة والتنافس مع كائنات أخرى يحد من استخدامها في ظل هذه الظروف. و من هنا تأتي أهمية دراسة تأثير هذه العوامل على فعالية النيماتودات كوسيلة مكافحة وعلى استمراريتها في التربة.
إن تعريض نيماتودات من النوعين H. indica و H. bacteriophora لصدمة حرارية على درجتي الحرارة 35 °م و 45 °م أدى إلى انخفاض قدرة هذه النيماتودات على اختراق الحشرة مقارنة مع قدرتها على الاختراق على درجة 25°م. هذا الانخفاض كان أكبر على درجة الحرارة 40°م منها على 35°م ، و عند نيماتودات النوع H. bacteriophora التي تم عزلها من مناطق مناخية باردة ، منها عند نيماتودات النوع H. indicaالتي تم عزلها من فلسطين. إلا أن النيماتودات أظهرت تحسنا كبيرا في قدرتها على اختراق الحشرة عند تعريضها لصدمة حرارية على درجة 35°م قبل تعريضها للصدمة الحرارية على 40°م. حيث كان التحسن عند نيماتودات النوع H. bacteriophora حوالي 37 مرة و عند نيماتودات النوع H. indica حوالي 3 مرات من قدرتها على اختراق الحشرة على درجة الحرارة 40°م. إن نسبة النيماتودات من كلا النوعين التي اخترقت الحشرة وتطورت داخلها لاكمال دورة حياتها لم تتجاوز 45% من تلك التي تطورت على 25°م نتيجة تعريضها للصدمة الحرارية على 40°م. أما عند تهيئة النيماتودات للصدمة الحرارية على 40°م بتعريضها لدرجة الحرارة 35°م فقد ارتفعت هذه النسبة إلى 100% في نيماتودات H. indica، و لكنها لم تتجاوز 72% في نيماتودات H. bacteriophora بالنسبة للنيماتودات التي تطورت على 25°م. أما قدرة النيماتودات على إنتاج أجيال جديدة داخل الحشرة فقد أظهرت تناقصا مع زيادة عدد النيماتودات التي تم حقنها داخلها على درجة حرارة 25°م في نوعي النيماتودات، و كذلك مع ارتفاع درجة الحرارة. حيث لم يتجاوز إنتاج النيماتودات الكلي 26 نيماتودة لكل حشرة 15% و 12% من تلك التي أنتجت عند استعمال 3 نيماتودات لكل حشرة عند تعريضها لدرجة حرارة 35°م لكل من H. indica و H. bacteriophora على التوالي. أما عند تهيئة النيماتودات للصدمة الحرارية، فقد أظهرت نيماتودات H. bacteriophora تحسنا في قدرتها على إنتاج أجيال جديدة بمقدار 2.6 و 3 مرات مقارنة مع تحسن مقداره 1.8 و 1.1 مرة في إنتاج نيماتودات النوع H. indica مقارنة مع انتاجها على درجة 40°م ، عند استخدام 15 و 26 نيماتودة لكل حشرة على التوالي. هذه النتيجة تدعم الفرضية أن معاملة النيماتودات على درجة الحرارة 35°م قبل تعريضها للصدمة الحرارية على 40°م يعطيها الفرصة لانتاج بروتين يمكن أن يتحمل تأثير الصدمة الحرارية و يلعب دورا هاما في حمايتها عند تعرضها لمثل هذه الظروف الصعبة.