اليهود في الأدب العباسيّ - نماذج مختارة

يحفل أدب العصر العبّاسيّ، شعراً ونثراً، بعديد من الموضوعات التي لا تزال بحاجةٍ إلى بحث ودراسة وتأمّل، لا سيّما الموضوعات التي تُشكّل رؤية جديدة، ومن هذا المُنطلق، فقد توقفت الدّراسة عند موضوع "اليهود في العصر العبّاسيّ نماذج مختارة"، مُحاولةً الكشف عن الصّورة التي ارتسمت في مخيال الأدباء، شعرائهم وناثريهم، لليهود في ذلك العصر. وتغوص هذه الدّراسة في مؤلّفاتٍ كثيرةٍ؛ بُغية الكشف عن اليهود وصورتهم في ذلك العصر، وتتغيّا أيضاً استكناه اليهود وأحوالهم، كما ظهرت في تلك النّصوص الشّعريّة والنّثريّة، بموضوعيّة، من خلال تحليل تلك النّصوص وربطها بواقع العصر نفسه، مع الاستفادة ممّا وصل إلينا عن اليهود من كتب التّاريخ والأخبار، وتحاول الدراسة استقصاء النتاج الأدبي اليهودي المكتوب بالعربية على قلته، فيما وصلنا من مؤلفات ذلك العصر فحسب. وتأتي في: مقدّمة، وتمهيد، وثلاثة فصول، وخاتمة، فتأتي الدّراسة في المقدّمة على موضوع البحث ومنهج الدّراسة ومحتوياتها، وسبب اختيار موضوع الدّراسة، وأهم الكتب التي اعتمد عليها الباحث. ويُجري في التّمهيد عرضًا سريعًا لليهود في عصر الإسلام حتى العصر الأموي، ويتتبّع أحوالهم الاجتماعيّة، وحضورهم الواقعيّ في فترة بني العباس، والمهن التي عملوا بها، والحقول المعرفيّة التي برزوا فيها، و صورتهم في الأدب العربيّ. وتُعالج الدّراسةُ في فصلها الأوّل: صورة اليهود في النّتاج الشّعريّ لكثير من شعراء ذلك العصر، ومنهم: أبو نُوّاس، ومسلم بن الوليد، والمتنبيّ، وأبو العلاء المعرّي وسواهم. أمّا الفصل الثّاني: فتأتي فيه الدّراسة على موضوع اليهود في نثر العصر العبّاسيّ، بمُختلف فنونه: القصّة، والحكاية، والمُناظرة، والمقامة، والطُّرف والنّوادر، والأمثال، والأخبار التّاريخيّة، والحِكَم، وغيرها من الفنون النّثريّة. وفي هذا السّياق، تحرصُ الدّراسة على إيجاد مُقاربة لصورة اليهود في ذلك العصر، من خلال استخلاص ما أظهره بشأنهم الكتّاب والشعراء على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم الفكريّة، ومن خلال ما ظهر في بعض نتاجات الكتّاب اليهود، على قلّتهم، بشأن أنفسهم أيضاً. وأخيراً، تستعرض الدّراسة في فصلها الثالث مصادر الكتابة عن اليهود، وتُقدّم تصوّراً شموليّا لما ورد فيها عنهم.