المقدسي البشاري، أبو عبد الله، شمس الدين محمد بن أبي بكر(ت 380هـ/990م) أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم دراسة في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والدينية والإدارية والعمرانية

Year: 
2008
Discussion Committee: 
الدكتور عدنان ملحم/ رئيساً
د.عامر نجيب/ ممتحناً خارجياً
الأستاذ الدكتور جمال جودة/ ممتحناًً داخلياً
الدكتور أحمد رأفت/ ممتحناًً داخلياً
Supervisors: 
الدكتور عدنان ملحم/ رئيساً
Authors: 
أمل هشام أحمد نصار
Abstract: 
المقدسي أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن أبي بكر البناء، والده من أمهر المهندسين الذين شاركوا في بناء ميناء عكا في عهد أحمد بن طولون (ت 270هـ/883م)، فلسطيني النشأة، سكن القدس. تنتمي والدته إلى آل الشوا الذين هاجروا من مدينة بيار في إقليم الديلم إلى الجنوب الشامي وصاهروا آل البناء، أوتي المقدسي ثقافة عالية حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، ثم ارتحل إلى العراق وتفقه على مذهب أبي حنيفة النعمان (150هـ/767م)، على يد القاضي أبي الحسن القزويني (ت 442هـ/1050م)، وتعلم علوم النحو واللغة وبرع في نظم الشعر. بدأ المقدسي رحلته من مدينة القدس إلى جزيرة العرب في بداية عام (356هـ/966م) بهدف الحج، ثم زار العراق وأقور والشام ومصر والمغرب وزار أقطار العجم وبدأها بإقليم المشرق ثم الديلم والرحاب والجبال وخوزستان وفارس وكرمان والسند، ويبدو أنه انتهى من رحلته في حدود عام (375هـ/985م) استناداً إلى معلومات شخصية أشارت إلى أنه أنهى في هذه الفترة تأليف كتابه في مدينة شيراز عاصمة إقليم فارس بعد أن أتم الأربعين من عمره. حرص المقدسي من خلال رحلته على تقديم تفاصيل وافية عن العالم الإسلامي وأقاليمه وأقسامها وحدودها ووحداتها الإدارية، وقدم معلومات دقيقة عن الموازين والمكاييل والنقود المستعملة في كل إقليم، والمسافات بين مدنه وقراه استقاها من مصادر متعددة أهمها المشاهدة، والاطلاع على الحدث قبل تدوينه ومن خلال السماع عن الأشخاص الموثوق بهم، وعن الكتب الجغرافية والدينية والمكتبات. وقسم المقدسي العالم الإسلامي إدارياً إلى أربعة عشر إقليماً ستة عربية هي: جزيرة العرب، وأقور، والعراق، والشام، ومصر، والمغرب. وثمانية أعجمية: إقليم المشرق، جانب خراسان، وهيطل وخوزستان، وفارس، وكرمان، والديلم، والجبال، والسند، وعرض لوحداته كعاصمته ومدنه، وقصباته، ونواحيه، وقراه ورساتيقه، مستخدماً بعض المصطلحات الإدارية للاستفادة منها في معرفة المسافة بين كل منطقة وأخرى، مثل المرحلة إذ استخدمها لقياس المسافات بين مدن جزيرة العرب، وكذلك الفراسخ والميل والذراع والأيام، وقد وردت هذه المسافات في ثنايا حديثه عن الأقاليم أو منفردة في آخر كل إقليم تحدث عنه. وتحدث عن العوامل التي ساعدت في نشوء المدن وازدهارها، وخصوصاً العامل الديني الذي لعب دوراً هاماً في نشوء المدن ذات الأهمية الدينية مثل: مكة المكرمة، ومنى، والمزدلفة، وعرفة، ويثرب في إقليم جزيرة العرب، وبيت المقدس، وأريحا، وبيت جبريل في إقليم الشام. ولعب العامل الإداري دوراً هاماً في تجمع السكان، وتمركز النشاط الاقتصادي والتجاري مثل مدينة زبيد، وحلب، والفسطاط، وبردسير، كما ساعد الموقع الاستراتيجي لبعض المدن على ازدهارها كموقعها على السهل والجبل والبحر والصحراء، وتحكمها في طرق المواصلات كمدينة الرملة وبيت جبريل في الشام والقيروان في المغرب، والبصرة في العراق، والاسكندرية في مصر، وساعد النشاط الزراعي على نشأة المدن مثل خبيص والسوارقية في جزيرة العرب وعمان وبغداد والحولة، مستعرضاً تصميم هذه المدن، وترتيب العناصر المعمارية فيها وطريقة تخطيطها. وذكر المقدسي جملة من العوامل التي أدت إلى انهيار المدن ودمارها كإهمال نظام الري في مدينة الطابران في إقليم خراسان، كما أدت العصبية والصراع الديني بين فئات المجتمع إلى تدمير مدينة نسا في إقليم المشرق، ودمرت مدينة سرخس نتيجة الصراع بين العروسية أصحاب أبي حنيفة النعمان (ت150هـ/767م) وبين الأهلية أصحاب الشافعي (ت204هـ/819م)، وكان لضعف السلطة السياسية واضمحلال قوتها أثر بارز في انهيار مدينة جنديسابور وسامراء وبغداد، كما أدت الفيضانات إلى خراب مدينة همذان، ودمرت الزلازل مدينة سيراف. واهتم المقدسي بتدوين المعلومات الاقتصادية عن سكان الأقاليم التي زارها من حيث نوعية التربة واعتماد السكان على العيون والبرك والآبار والقنوات، وإقامة السدود لتوفير المياه اللازمة للزراعة، فاشتهرت عدة مدن في هذه الأقاليم بالمحاصيل الزراعية كالحبوب في مدينة نوى في مصر وباجه في المغرب وإقليم المشرق جانب خراسان والرحاب وخوزستان وفارس، كما كانت تزرع أشجار الفاكهة المختلفة مثل العنب والتفاح والجوز والانجاص في مدن إقليم الشام والرحاب والسند وكرمان فارس وخوزستان، وزرع الرمان في إقليم الديلم وخوزستان وقصبة اصطخر في إقليم فارس، واشتهر إقليم المغرب والديلم وفارس ومصر بزراعة الزيتون واللوز في الشام، والديلم والسند، وأشار إلى زراعة النخيل في مدن إقليم جزيرة العرب وأقور ومصر والمغرب. واستعرض الأقاليم التي اهتمت بتربية الحيوانات المختلفة كالإبل، والأغنام، والجواميس، والأسماك، والطيور، والنحل كما في إقليم الرحاب وفارس وكرمان، وإقليم السند والشام، وتشتهر مدينة مرو الشاهجان في إقليم خراسان بتربية الحمام. وتناول المدن التي تشتهر بالثروة المعدنية كالذهب في مدينة المروة وينبع في جزيرة العرب، والفسطاط في مصر، وسجلماسة في المغرب، والفضة في مدينة بنجهير في خراسان ومدينة بارمان بإقليم كرمان، والحديد في جبال بيروت في إقليم الجبال، وبونة وسجلماسة في المغرب، ويكثر معدن الموميا في مدينة قهستان في إقليم الجبال، والنوشادر في بارمان في خراسان، والعقيق في صنعاء في جزيرة العرب، واللؤلؤ في إقليم جزيرة العرب قرب جزيرة أوال وجزيرة خارك والمرجان في إقليم المغرب، والكبريت في إقليم الشام والنفط والغاز في خراسان وخوزستان. وتحدث المقدسي عن الصناعات المختلفة التي اشتهر بها سكان الأقاليم وبخاصة الصناعات اليدوية التي يحتاجون إليها بكثرة، والحياكة، وصناعة المنسوجات والمواد الغذائية، والزجاج، والمواد المعدنية في أقاليم خوزستان والرحاب ومصر وفارس والشام حيث اعتمدت في صناعتها على المواد الأولية المتوافرة لدى سكان هذه الأقاليم، ثم ذكر الحركة التجارية السائدة، وطرق المواصلات، والبضائع المختلفة، التي يتم تصديرها من إقليم إلى آخر، كما لعبت المواد الأولية ووفرة المحصول وجودته دوراً هاماً في تحديد المستوى المعيشي لسكان الأقاليم من حيث انخفاض الأسعار وارتفاعها اعتماداً على وفرة هذه المواد أو ندرتها، وتحدث عن الأوزان والمكاييل التي تختلف في القيمة من مدينة إلى أخرى، ومن إقليم إلى آخر، وكذلك النقود المستعملة، وتنوع الضرائب كالتي تدفع على الأرض من خراجية أو عشرية، أو على السلع والبضائع المستوردة كالمنسوجات وغيرها، وعلى تجارة الرقيق. وتحدث المقدسي عن اللغات واللهجات التي تكلم بها سكان الأقاليم واختلافها من إقليم إلى آخر، ومن مدينة إلى أخرى، وتحدث كذلك عن الألبسة السائدة، واختلافها، حيث كان لكل فئة من فئات المجتمع زي خاص بها. كما تحدث عن العادات والتقاليد المتبعة في مراسيم الزواج والاحتفالات في الأعياد سواء كانت أعياداً إسلامية أو مسيحية، وتصرفات السكان في رمضان، وفي الصلوات اليومية المختلفة، وعاداتهم في الجنائز ودفن موتاهم. وتمحورت المعلومات الدينية التي ذكرها المقدسي على تاريخ الفرق والمذاهب السائدة في الأقاليم ونشأتها، إذ بدأ انقسام الأمة بمقتل الخليفة عثمان بن عفان، وقسم المذاهب إلى مذاهب فقهية مثل الحنفية والشافعية والداؤدية والمالكية، ولم يعتبر المذهب الحنبلي من هذه المذاهب بل اعتبره من أهل الحديث، كما اعتبر مذهب سفيان الثوري من المذاهب المندرسة، وتحدث عن فرق الشيعة والخوارج والمرجئة، مشيراً إلى الصراعات التي حدثت بين المذاهب والتي أخذت أحياناً بعداً اجتماعياً واقتصادياً. وقسم الأديان إلى أربعة اليهود، والنصارى، والصابئة، والمجوس وذكر انتشارها في الأقاليم المختلفة.
Pages Count: 
202
الحالة: 
Published