Abstract:
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على المشكلات التربوية التي تواجه معلمي العلوم في المرحلتين العليا والثانوية في مدارس شمال فلسطين (وهي المدارس الحكومية التابعة لمديريات التربية والتعليم في كل من نابلس وجنين وطولكرم وقلقيلية وسلفيت)، وتصنيف هذه المشكلات حسب أهميتها النسبية كما يراها المعلمون أنفسهم، كما هدفت إلى دراسة تأثير بعض المتغيرات كالجنس والخبرة والمؤهل العلمي والتأهيل التربوي على درجة شعور المعلمين بالمشكلات التي تواجههم، وقد حاولت هذه الدراسة الإجابة على الأسئلة التالية:
(1) ما أهم المشكلات التي يواجهها معلمو العلوم في المرحلتين الأساسية العليا والثانوية في مدارس شمال فلسطين كما يراها المعلمون أنفسهم.
(2) هل يوجد فروق دالة إحصائيا في درجة الشعور بالمشكلات التي تواجه معلمي العلوم يمكن أن تعزى لمتغير الجنس؟
(3) هل يوجد فروق دالة إحصائيا في درجة الشعور بالمشكلات التي تواجه معلمي العلوم يمكن أن تعزى لمتغير المؤهل العلمي؟
(4) هل يوجد فروق دالة إحصائيا في درجة الشعور بالمشكلات التي تواجه معلمي العلوم يمكن أن تعزى لمتغير سنوات الخبرة؟
(5) هل يوجد فروق دالة إحصائيا في درجة الشعور بالمشكلات التي تواجه معلمي العلوم يمكن أن تعزى لمتغير المؤهل التربوي؟
وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي في صورته المسحية في هذه الدراسة حيث قام ببناء أداة الدراسة وهي الاستبانة من خلال:
1. خبرته في تدريس العلوم كمعلم في مجتمع الدراسة.
2. الاطلاع على الأدب التربوي والدراسات السابقة.
3. آراء المحكمين والخبراء.
وقد تكونت هذه الاستبانة من (66) فقرة موزعة على ثمانية مجالات هي:
التخطيط لتدريس العلوم- الكتب والمناهج الدراسية- الإدارة المدرسية والجو المدرسي العام- المختبر- الإشراف التربوي والتدريب أثناء الخدمة- النمو المهني- الطلبة- تقويم تعلم الطلبة. وتم التأكد من صدق الأداة من خلال عرضها على أحد عشر محكما، ثمانية منهم من حملة الدكتوراه في التربية من العاملين في الجامعات المحلية أو وزارة التربية والتعليم وثلاثة من حملة الماجستير ممن لهم خبرة في مجال تدريس العلوم ولهم خبرة في المجال التربوي أيضاً، أما بالنسبة لثبات الأداة فقد تم إيجاد معامل كرونباخ ألفا للاتساق الداخلي لمجالات الدراسة الثمانية وللاستبانة ككل حيث بلغ معامل الثبات 0.91. وقد تكون مجتمع الدراسة من جميع معلمي العلوم الذين يحملون مؤهلا (دبلوم فأكثر) في العلوم أو تدريس أو أحد تخصصات العلوم والمسجلين في سجلات وزارة التربية والتعليم كمعلمي علوم في المديريات الخمس التي شملتها الدراسة للعام الدراسي 98/97، أما عينة الدراسة فقد تم اختيارها بالطريقة الطبقية العشوائية، حيث كانت موزعة على المديريات الخمس بشكل يتناسب مع أعداد المعلمين المسجلين في كل منها ومع متغيرات الدراسة، وقد بلغ عدد أفراد عينة الدراسة الذين استجابوا على الاستبانة وكانت استجاباتهم صالحة للتحليل 155 معلماً ومعلمة، وقد شكلت هذه العينة ما نسبته 19.2 من مجتمع الدراسة البالغ 808 معلماً ومعلمة، قام الباحث بتوزيع الاستبانات على المديريات بالتعاون مع أحد الموظفين في كل مديرية وتم استرجاع معظم هذه الاستبانات بالتعاون مع هؤلاء الموظفين الذين تربطهم بالباحث علاقة مهنية مباشرة، وبعد ذلك تم تفريغ هذه الاستبانات واستخراج النتائج، واستخدمت المتوسطات والنسب المئوية للإجابة عن السؤال الاول، بينما استخدم تحليل التباين الأحادي لاختيار الفرضيات المنبثقة عن الأسئلة الثاني والثالث والرابع والخامس.
اتضح من نتائج الدراسة أن مجالات المشكلات التي يعاني منها معلمو العلوم في مجتمع الدراسة جاءت مرتبة تنازلياً كما يلي:
1. المشكلات المتعلقة بالنمو المهني لمعلمي العلوم (77.2%): وكان أبرز المشكلات في هذا المجال عدم وجود منح للمعلمين لتطوير أنفسهم واجراء البحوث التربوية وضعف الاتصال والتعاون بين معلمي العلوم والجامعات المحلية لتزويدهم بما يستجد في مجال تخصصهم.
2. المشكلات المتعلقة بالطلبة (70.0%): وكان أبرزها ضعف خلفية الطلبة في المفاهيم الرياضية اللازمة لتعلم العلوم وعدم متابعة أولياء الامور للأبناء دراسيا.
3. المشكلات المتعلقة بالمختبر (69.4%): وكان أبرزها عدم توفر الامكانات والظروف المناسبة للطلاب لإجراء التجارب بأنفسهم وعدم كفاية المتاح لتحضير التجارب المخبرية وإعدادها.
4. المشكلات المتعلقة بالإدارة المدرسية والجو المدرسي العام (62.0%): وكان أبرزها كثرة عدد الحصص التي يدرسها معلم العلوم.
5. المشكلات المتعلقة بتقويم تعلم الطلبة (62.0%): وكان أبرزها صعوبة تقويم الطلبة في الحصص العملية وتدني نتاج الطلبة في الامتحانات.
6. المشكلات المتعلقة بالإشراف التربوي والتدريب أثناء الخدمة (60.0%): وكان من أبرزها قلة البرامج التدريبية وبرامج الحاسوب، وتدني مستوى برامج التدريب الحالية.
7. المشكلات المتعلقة بالكتب والمناهج الدراسية (55.8%): وكان أبرزها طول الكتب المقررة بالنسبة لعدد الحصص المخصصة لها.
8. المشكلات المتعلقة بالتخطيط لتدريس العلوم (46.6%): وكان أبرزها صعوبة صياغة الأهداف التعليمية في المجالين الانفعالي والنفس حركي.
أما بالنسبة لمتغيرات الدراسة فلم يظهر فروق ذات دلالة إحصائية لتأثير متغيرات الجنس والخبرة على درجة الشعور بالمشكلات، بينما ظهرت هناك فروق ذات دلالة إحصائية لدرجة الشعور بالمشكلات تعزى لمتغيري المؤهل العلمي والتأهيل التربوي حيث ظهر أن أكثر فئات المعلمين شعورا بالمشكلات هم حملة مؤهل البكالوريوس في أحد تخصصات العلوم فقط. واستنتج الباحث من خلال ذلك أهمية وضع برامج لتأهيل المعلمين تربوياً لمن لا يحملون مؤهلا تربوياً.
وبناء على نتائج هذه الدراسة أوصى اصحاب القرار في وزارة التربية والتعليم لتوفير العوامل المساعدة على تحقيق النمو المهني لمعلمي العلوم كتوفير المنح والحوافز المادية والمعنوية، كما أوصى الباحث بضرورة الاهتمام بتحقيق التكامل والانسجام بين مواد الرياضيات ومواد العلوم بحيث يتم تغطية المفاهيم الرياضية اللازمة لتعليم العلوم بشكل واف والتركيز على التطبيقات العملية. وكذلك اوصى الباحث بضرورة تعميق العلاقة بين أولياء الأمور والمدرسة، وزيادة عدد الحصص المخصصة، وزيادة الاتصال بين الجامعات والإدارات مع الاحتياجات الحقيقية لمعلمي العلوم، وزيادة الاتصال بين الجامعات والإدارات التعليمية في وزارة التربية والتعليم لمناقشة المشكلات والاطلاع على المستجدات في مجال تدريس العلوم.