المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية ودورها في تحقيق التنمية السياسية في الضفة الغربية دعم (الجهاز الأمني نموذجا)

تهدف هذه الدراسة الى التعرف على المساعدات الامريكية للسلطة الوطنية الفلسطينية ودورها في تحقيق التنمية السياسية في الضفة الغربية(دعم الجهاز الامني نموذجا)، فقد استخدم الباحث أداتين لاتمام الدراسة وهما الاستبيان (التحليل الاحصائي) من أجل التعرف على وجهة نظر العاملين من أفراد الاجهزة الامنية للدور الذي تلعبه المساعدات الامريكية للسلطة الوطنية الفلسطينية على التنمية السياسية في الضفة الغربية، والمقابلة (تحليل نوعي) لمعرفة ذلك ايضا من ذوي العلاقة سواء على مستوى العاملين في الاجهزة الامنية او اكاديميين وشخصيات لها ارتباط بموضوع المساعدات. ولتحقيق ذلك تم اختيار الافراد العاملين في جهاز الامن الوطني الفلسطيني كعينة للدراسة بالاضافة الى اختيار الاشخاص ذوي العلاقة من نفس العينة وخارجها لانجاز المقابلات. سعت الدراسة الى الاجابة عن السؤال الرئيسي وهو:ما أثر المساعدات الامريكية المقدمة للسلطة الوطنية الفلسطينية على الاجهزة الامنية في الضفة الغربية ؟ ويتمحور هذا السؤال حول تحليل المساعدات الامريكية سواء المالية والتي تقدم على شكل سيولة نقدية والمساعدات التي تقدم على شكل دورات تدريبة للاجهزة الامنية وما مدا تأثير ذلك على التنمية السياسية في الضفة الغربية. يتناول الباحث في الفصل الاول خطة الدراسة وقد احتوت على المقدمة واسئلة الدراسة ومشكلة الدراسة والفرضيات الخاصة بهذه الدراسة كما اشتملت على الاهمية والاهداف التي سعى الباحث الى توخي الدقة والتحليل للحصول على المعلومة من اجل الخروج بالنتائج المرجوة واشتملت كذلك على المنهجية وعينة الدراسة واقسامها بالاضافة الى الدراسات السابقة والتي تعود بالفائدة على الدراسة ومضمونها. سعى الباحث في الفصل الثاني (الاطار النظري) الى الالمام بجميع جوانب الدراسة من الناحية النظرية فقد تم تناول تعريف التنمية بشكل عام والتنمية السياسية بشكل خاص ونظرياتها، كما تم التطرق الى موضوع التنمية في فلسطين ومراحل تطورها ومعوقاتها، وقد قام الباحث بتوضيح المساعدات الدولية للسلطة الوطنية الفلسطينية والامريكية منها من حيث حجمها وطرق صرفها وارتباطها بالاحداث السياسية الفلسطينية وأثر ذلك على التنمية السياسية في فلسطين. تناول الباحث الرؤية الامريكية للمساعدات والابعاد السياسية والامنية لهذه المساعدات على التنمية السياسية في فلسطين بالاضافة الى الاثر الذي احدثه طلب العضوية لفلسطين في الامم المتحدة على المساعدات الامريكية للسلطة الوطنية الفلسطينية. كما تناول الباحث في الفصل الطريقة والاجراءات لهذه الدراسة والذي اشتمل على منهج الدراسة ومجتمعها وعينتها كما اشتمل على اداة الدراسة من حيث صدقها وثباتها كذلك الاجراءات والمتغيرات ومعالجتها احصائيا من اجل الوصول الى النتائج التي هدفت الدراسة لتحقيقها. في الفصل الرابع قام الباحث بطرح النتائج وتحليلها والمتعلقة باسئلة الدراسة وفرضياتها وما تم الوصول اليه من خلال المقابلات ومناقشة ذلك وقد تم الخروج بعدد من النتائج والتوصيات فكان من اهم هذه النتائج: 1. ان هناك علاقة استراتيجية بين الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل تكون من خلالها جميع الممارسات الأمريكية تجاه السلطة الوطنية الفلسطينية في مصلحة الطرف الأسرائيلي سواء من خلال الخطط والبرامج التي تطرحها الولايات المتحدة الأمريكية كخارطة الطريق او من خلال المساعدات المقدمة للسلطة الوطنية الفلسطينية. 2. ساهمت المساعدات الخارجية والأمريكية منها في تغطية الألتزامات التي تحتاجها السلطة الوطنية الفلسطينية من أجل تحقيق الأمن، كما انها ساعدت على تحسين الأداء والجاهزية لهؤلاء الأفراد والتي يمكن ان نلحظها بشكل يومي. 3. حتى مع كل الاتفاقيات بين الاطراف المانحة لدعم السلطة الوطنية الفلسطينية والنهوض بالوضع السياسي والامني والاقتصادي والاجتماعي والانساني من اجل تحقيق التنمية في الاراضي الفلسطينية لاحظنا بأنه عندما تقدم الجانب الفلسطيني بطلب العضوية من الامم المتحدة وكسب الاعتراف الدولي قامت الولايات المتحدة بقطع جزء من المساعدات وتجميدها جزء اخر الامر الذي يوضح مدى ارتباط المساعدات الخارجية بالمواقف السياسية الفلسطينية هذا من ناحية وانها تمثل أداة للضغط والتعبير عن مدى الانحياز الامريكي للجانب الاسرائيلي من ناحية اخرى. اما اهم التوصيات التي اوصى بها الباحث فهي التالية:- 1- إن المساعدات الأمريكية فيها الغث والسمين لذا لابد من الاستفادة من ايجابياتها والانتباه لسلبياتها قدر المستطاع، إذ أنه من الضروري تعزيز ايجابيتها مثل الخبرات الأمنية التي قد تفيد رجل الأمن الفلسطيني في عمله وتلافي سلبياتها التي تهدف إلى تحويل هذه الأجهزة إلى أداة في يد إسرائيل تضرب بها متى أرادت. 2- ضرورة تعزيز مبدأ المسائلة في الأجهزة الأمنية وصولا إلى الإصلاح المنشود ولابد أن يكون هذا الأمر نابع من القرار الفلسطيني دون أي تدخل خارجي سواء كان أمريكي أو إسرائيلي. 3- على المستوى السياسي يجب على السلطة الفلسطينية أن تبحث عن قنوات جديدة للمساعدات المالية من أجل التخلص من القيود والضغوط الأمريكية، بحيث تكون هذه القنوات بمثابة سبيل بديلة للحصول على المساعدات المالية. 4- ضرورة إجراء المزيد من الدراسات حول هذا الموضوع الذي يمس شريحة كبيرة وقطاعا واسعا من أفراد المجتمع الفلسطيني واثراء المكتبة لافتقارها لمثل هذه الدراسات النوعية.