اللون وأبعاده في الشعر الجاهلي: شعراء المعلقات نموذجا

Year: 
2003
Discussion Committee: 
Supervisors: 
إحسان الديك
Authors: 
أمل محمود عبد القادر أبو عون
Abstract: 
تدور هذه الرسالة حول الألوان: أبعادها ودلالاتها في الشعر الجاهلي, متخذة شعراء المعلقات العشر نموذجا, وقد قسمت إلى أربعة فصول على النحو الآتي: الفصل الأول, وقد اشتمل على مبحثين: تناول الأول دلالات الألوان في الموروث الإنساني, بينما اختصّ الثاني بدراسة الألوان في الموروث الجاهليّ, وذلك استناداً إلى الأساطير, والتاريخ الحضاري القديم. ومن نتائج هذا الفصل ملاحظة الاتصال الفكري بين الموروث الجاهلي والموروث الإنساني؛ فكلاهما يدور في مجال واحد مع الألوان, وقد اتضح في موقف المجتمع البشري المحب للأبيض. الكاره للأسود, المتفائل بالأخضر, الخائف من الأحمر, المضطرب في تعامله مع الأصفر والأزرق تبعا للدرجة اللونية لكل منهما؛ فالأصفر الفاقع لون يثير الفرح, وهو دليل خير ونعيم, بينما يمثل الباهت منه لون المرض والذبول. والأزرق القاتم يثير الشؤم والأحزان, في الوقت الذي يمثل لون السماء منه الصفاء والهدوء والقداسة. وينفرد العرب في تعاملهم مع الأزرق بشكل عام, فهو يمثل الشر, والبطش, وذلك عائد لعلاقتهم بجيرانهم الروم, الذين عرفوا بزرقة العيون. ومن نتائجه أيضا محاولة التأصيل, أو تفسير بعض العادات اللونيّة السائدة في مجتمعنا, مثل: ارتداء العروس للون الأبيض, واستخدام العين الزرقاء للوقاية من الحسد, وطقوس الحناء المتبعة في الأعراس الشعبية. فقد تم ربط بياض ثوب العروس بالإلهة الأم "هيـرا", التي كان يُعتقد أنها تمنح الخصب للنساء. أما العين الزرقاء فقد تكون عائدة بدورها إلى عين "أرتمس" إلة الصيد عند اليوان. أما الحناء فقد ربط بالدم الذي يمثل لون الحياة, لا سيّما الدم الذي يتدفق مع المولود. وجاء الفصل الثاني لتتبع الألوان في الشعر الجاهلي, والكشف عن مواطن اللون المختلفة, ونظرة المجتمع للألوان في تلك المواطن. وقد لاحظت الباحثة سعة انتشار الألوان في الشعر الجاهلي, واختلاف دلالات الألوان باختلاف الموطن أو الشيء المُلوَّن: فقد أحب الشعراء السواد –على سبيل المثال- عندما يكونا لونا للعين, إو الشَّعَر, وكرهوه في البشرة. وفضّلوا المطايا البيضاء في العطيّة والسفر, في حين اختاروا السود منها للصيد أو الحروب. وكان الأحمر لونا يثير البهجة في الثياب, والقباب, والحلي, والخضاب, وهو لون مقدّس عند ارتباطه بالنار أو الخمرة, مشؤوم في السماء ولون البشرة... وهذا يؤكد أنّ دلالة هذه الألوان لم تكن فكرة مجردة, بل جاءت لارتباط الألوان بحقول دلالية مختلفة. أما الفصل الثالث فكان وقفة لتحليل دور الألوان في الصورة الفنية؛ إذ لعبت الألوان دورا بارزاً فيها, ولم يترك الشاعر جزءا من لوحته إلا وقد لوّنه بدقة وعناية, حتّى بدت اللوحة الشعرية أشبه بلوحة زيتيّة متقنة الألوان والأشكال. وقد سعى الشعراء إلى تكثيف اللون, وذلك باستخدام كلمات عديدة تدل عليه في اللوحة الواحدة, كما حرصوا على الجمع بين أكثر من لون, لا سيّما الألوان المتقابلة, في اللوحة الواحدة. ومما يلفت الانتباه هنا ارتباط الألوان التي يختارها الشاعر بالجو النفسي له ؛ فعندما يذكر عنترة سواده فإنه يختار المسك, والمحار الذي يغطي الدّرّ, وسواد العيون شبها له, ولكنّه في وصف مطايا الظعينة يختار الغراب الأسود. وفي الفصل الرابع تم عرض أبعاد الألوان, وهي: البُعد الديني أو الأسطوري, والبعد النفسيّ, والبعد الاجتماعيّ. ومن النتائج التي خلص إليها هذا الفصل رؤية جديدة لبعض الصور التي دأب الشعراء على تردادها, ومن أبرزها نجد صورة عنترة الذي شبّه نفسه بالآلهة في أكثر من موضع. ومنها تفسير الاستمطار للقبور, الذي ذكرنا بطقوس الربيع, وعودة "أدونيس" للحياة بصورة نبتة خضراء. إضافة إلى تفسير لوحة المرأة, والممدوح في الشعر الجاهلي في ضوء الأساطير القديمة. أما البعد النفسيّ فكان صدى لدلالات الألوان في الفكر القديم, والمجتمع الجاهليّ. ومن جديد هذا الفصل ما ورد في خصوصيّة كلّ شاعر في اختيار حزمته اللونيّة, وتعامله مع الألوان, وذلك تبعا لموقفه النفسيّ, وتجربته. وكشف البعد الاجتماعيّ عن دور الألوان في المواقف المختلفة, ودلالاتها الاجتماعية؛ فكان الأسود في الثياب لون الحداد, والذلّ, والفاقة, والأحمر لون البغايا والمعشوقات, والأخضر لون السيادة والنعيم.... اعتمدت الدراسة على المنهج التكامليّ في العرض والتحليل. وتنوّعت المصادر من المعاجم, وكتب الأدب, والتاريخ, والحضارة, والفنون, وطائفة أخرى من العلوم, في سبيل الوصول إلى المعرفة, فأرجو أن تكون نتيجة هذا الجهد مرضية.
Full Text: 
Pages Count: 
208
الحالة: 
Published