الشخصيات التراثية في أعمال زكريا تامر القصصية

Year: 
2001
Discussion Committee: 
د. عادل مصطفى الأسطة
فادي الديك
أ.د. يحيى جبر
Supervisors: 
د. عادل مصطفى الأسطة
Authors: 
سامر عبد الرحيم محمد مسعود
Abstract: 
الشخصيات التراثية في أعمال زكريا تامر القصصية رسالة تقدم بها سامر عبدالرحيم محمد مسعود الحمد لله رب العاملين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, وبعد فإنني أتقدم بالشكر الجزيل إلى أُستاذي الدكتور عادل الأسطه الذي تحمل عبء الإشراف على هذه الدراسة. كما أشكر الأستاذ الدكتور نادي ساري الديك, وأستاذي الدكتور يحيى جبر على تفضلهما بمناقشة هذا البحث, وأرحب بالحضور الكريم راجياً أن تكون مناقشة ممتعة ومفيدة. لقد اشتمل هذا البحث على شقين رئيسيين هما: الشق النظري, وتناولت فيه مفهوم التراث لغةً, وبينت أن المادة انسحبت, في أصل استخدامها اللغوي, على الدلالة المادية, وبقدرٍ يسير على الدلالة المعنوية من حسبٍ ومجدٍ... كما تناولت المعنى الاصطلاحي للمادة من خلال استعراض بعض التعريفات التي قدمها المفكرون المحدثون. وخلصت بمفهوم يتناسب والدراسة التحليلية. وحاولت, بعد ذلك, أن أوفق بين المعنى اللغوي والمعنى الاصطلاحي, ونوهت إلى أن المعنى الاصطلاحي المتداول في عصرنا الحاضر, لم يكن معروفاً لدى أسلافنا الأوائل. وأشرت بإيجاز إلى المواقف الفكرية المتباينة إزاء التراث. ووضحت ما له من أهمية بالغة على الصعيدين الفكري والأدبي. وتزداد هذه الأهمية في عصرنا الراهن الذي يشهد ثورة معلوماتية تتهاوى أمامها كل الحواجز بين الشعوب. وهنا تتجلى القيمة الحقيقية لتراث الأُمة في الوقوف حصناً منيعاً لتأكيد الهوية الثقافية مقابل الثقافات الوافدة. أمَّا علاقة التراث بالأعمال الإبداعية عموما, فقد أشرت إلى أن هذه العلاقة قد تطورت تبعا لتطور فهمنا ووعينا للتراث حتى أصبح مصدراً أساسياً للمبدع, ينهل منه ليزيد من قيمة عمله الإبداعي. وهذا العرض يُوصلنا إلى الحديث عن علاقة زكريا تامر بالتراث حيث بينت أن فهم الكاتب للتراث لم يكن مجرد إجراء شكليِّ أو طريقة احتذى بها غيره, وإنما ينم عن أصالة و وعي دقيقين له, ويجعلنا نقرر, وباطمئنان, أن التراث يشكل رافداً أساسياً في وعيه, توسل به, على امتداد تجربته الإبداعية, وفي مقالاته الأدبية المتنوعة, لا ليقدم فهما خاصاً لهذا التراث, وإنما للتعبير عن الهموم الراهنة التي تقلقه إزاء الواقع العربي المعيش. وأنهيت الشقَّ النظري بالحديث عن المنهجية التي سأتبعها في تحليلي للشخصيات الموظفة. فألقيت الضوء على الإرهاصات النقدية المتداولة حول ظاهرة التناص بإيجاز, ثم حاولت الربط بين الدرس التناصي الحديث والأصول النقدية في تراثنا النقدي, وخلصت إلى أن نقادنا القدماء لم يبتعدوا كثيراً عن هذا المفهوم عندما تحدثوا عن قضية السرقات ودرجاتها وعن الاقتباس والتضمين..., إلا أنه من التعسف القول إن الدرس التناصي المتداول بين النقاد المعاصرين هو ذاته ما نجده في المصادر النقدية القديمة. كما ألقيت ُ الضوء على تطور المفهوم لدى نقادنا المحدثين الذين تلقفوه في وقتٍ متأخر منذ نشأته على أيدي النقاد الغربيين. ومن المحاور التي تناولتها, كذلك, التعالقات التناصية؛ فأتيت على بعضها, وأجريت مقارنة مع تعالقات أخرى تحدث عنها النقاد. وتبرز أهمية تناول هذا المحور في إتاحته التعرف إلى الآلية التي يتبعها الكاتب في عملية توظيفه للشخصيات التراثية. وبعد انتهائي من الشق النظري انتقلت إلى الدراسة التحليلية؛ فتحدثت عن الشخصيات الدينية الموظفة التي غلب عليها التنوع؛ فنجد الكاتب يوظف بعض الأنبياء عليهم السلام, وجبريل ومنكر ونكير من الملائكة, والشخصيات الآثمة المتمثلة في شخصيتي إبليس وقابيل. وشكلت الشخصيات التاريخية والشخصيات الأدبية, وإن كانت على نحو أقل, أبرز الشخصيات التراثية توظيفاً؛ فهي شخصيات متنوعةٌ استقاها الكاتب من العصور التاريخية الممتدة, فنجده يوظف شخصيات عربية جاهلية كشخصية عبلة والشنفرى..., وشخصيات تنتمي إلى العصر الاسلامي الأول وما تلاه مثل شخصية خالد بن الوليد وشخصية الحسين ابن علي. وتتابعت الشخصيات التراثية الموظفة في أعمال الكتاب لتشمل العصور التالية: كالعصر الأموي مثل شخصية هارون الرشيد وأبي نواس..., والعصر العباسي كشخصية أبي جعفر المنصور وابن المقفع... وصولا إلى العصر الحديث كتوظيفه لشخصية محمد عبده و شخصية. أمل دنقل. ومن مظاهر غِنى مصادر الكتاب وفهمه الواسع للتراث أنه لم يقتصر, في توظيفه للشخصيات التراثية, على توظيف الشخصيات العربية, وإنما يعمد إلى شخصيات غير عربية كشخصية (جنكيزخان), على سبيل المثال, قديماً, وشخصية(هنري غورو), على سبيل المثال, حديثاً. بالإضافة إلى أن اختياره لهذه الشخصيات لم يكن عشوائياً, وإنما نلمس الانتقالية في الاختيار لتتناسب الشخصية والفكرة التي يريد توصيلها للمتلقي. وقد وجدت, من خلال الدراسة التحليلية, أن الشخصيات التراثية الموظفة هي شخصيات شهيرة في مصادرها التراثية؛ إما لكونها شخصيات قلقة تدافع عن قضية فكرية معينة كشخصية الشاعر عمر الخيام..., وإما لكونها شخصيات قيادية, تمثل البطولة والانتصارات مثل شخصية صلاح الدح الأيوبي وشخصية عنترة بن شداد..., وإما لكونها اشتهرت بفضل نتاجها العلمي المميز كشخصية الحسن بن الهيثم وعباس بن فرناس, وقد تنبع شهرتها مما اتصفت به من قسوة ووحشية كشخصية (هولاكو) و (تيمورلنك)... . ولم يغفل الكاتب الشخصيات الشعبية التي لا تختلف عن الشخصيات التراثية السابقة من حيث التنوع والشهرة؛ فهو يستلهم من قصص "ألف ليلة وليلة" شخصيتي شهريار وشهرزاد والسندباد. ولم ينس الكاتب ما للأدب الجُحوي, كما يسميه العقاد, من تأثيرٍ وحضور في الذاكرة الجمعية العربية, فنجده يوظف شخصية جحا بطريقة موحيةٍ ومعبرةٍ. ولم يغفل كذلك الأدب الشعبي الشفهي, فيوظف شخصية الشاطر حسن. ومن الملاحظ على عملية توظيف بعض الشخصيات إعادة توظيفها في أكثر من قصة, وخلصت بنتيجةٍ مفادها أن الكاتب لا يعبر عن إفلاس فني بحيث يقتصر على عملية تكرارية تسجيلية مملةٍ, وإنما هي ميزة تنضاف إلى قدرات "القص" المتنوعة التي يتمتع بها؛ إذ إنها تكشف عن قدرةٍ خاصة لدى الكاتب في تعامله مع الشخصيات التراثية الموظفة بحيث يقدم, في كل توظيف, غايات فنية وموضوعية متميزة. ويمكن لنا أن نرجع القضايا التي تناولها الكاتب من خلال عملية التوظيف في موضوعين كبيرين: النقد السياسي المقذع, وقد تطرق فيه بشكل لافت إلى الحاكم العربي والأنظمة العربية وما يدو في فلكها من فئات نفعية مضللة. والنقد الاجتماعي الذي تطرق فيه إلى قضايا راهنة يحياها المواطن العربي وتشكل عائقاً أمام تقدمه وتطوره كقضايا الفقر والحرمان والتخلف والطبقية المقيتة, والنظرة السلبية للمرأة والفهم الخاطئ للدين من بعض فئات المجتمع...
Full Text: 
Pages Count: 
267
الحالة: 
Published