الرّقى الشّرعية دراسة موضوعيّة في السنّة النبويّة

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: هذا البحث هو خطوة في توضيح القواعد والضوابط التي تضبط الرقية الشرعية, ومحاولة لتصحيح الانحرافات العقدية لدى كثير من المعالجين, خاصة أن النظرة المادية أصبحت الأساس الرئيس في مزاولة الرقية وكأنها مهنة من المهن. فالرُّقى ألفاظٌ خاصةٌ يحدث عندها الشفاءُ من الأسقام والأدواء والأسباب المهلكة, وتنقسم هذه الرقى إلى أقسام, ويجب توافر ضوابط شرعية في الراقي والمُرْقى على حد سواء, وقد وردت عدة كيفيات للرقية. ومن أهم الأدواء الشائعةِ معالجتها بالرقى الشرعية السحر. والمس والصرع والعين. كما أنّ الشريعة الإسلامية بينت للمسلم ما يحفظه من كيد الشيطان ومكره, ومن ذلك الحرص على المداومة على الأذكار والآيات والأدعية التي يستشفى بها ويرقى بها، وهي في نفسها نافعة شافية ولكن تستدعي قبول المحل، وقوة همّة الفاعل وتأثيره، فمتى تخلف الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل أو لعدم قبول المنفعل، أو لمانع قوي يمنع أن ينجح فيه الدواء، كما يكون ذلك في الأدوية والأدواء الحسيّة.