الخيانة في القران الكريم

الخيانة جريمة نكراء ، نبّه القرآن الكريم ، بل وأكّد على خطورتها من خلال حشد كبير من الآيات الكريمة التي تحدثت عن هذه الخيانة من جوانب متعددة ، فقد بيّنَت الآيات صفات الخائنين وأفعالهم ، كما بيّنت أنواعا متعددة للخيانة ؛ كخيانة الدين ، والعرض ، والوطن ، والجوارح . وعرض القرآن الكريم نماذج من الخيانة ؛ كخيانة أهل الكتاب ، وخيانة امرأة العزيز ، وخيانة امرأتي نوح ولوط عليهما السلام ، وخيانة إخوة يوسف ، وخيانة حاطب بن أبي بلتعة . كما بين القرآن الكريم عاقبة أهل الخيانة في الدنيا والآخرة . وقد شكل مجموع الآيات التي تحدثت عن الخيانة منهج القرآن الكريم في التعامل مع هذه الظاهرة . وقد بدأت هذه الدراسة بالتعريف بالخيانة في اللغة والاصطلاح ، وبينت دلالتها في السياق القرآني ، وبينت المقصود بخيانة الأمانة ، وهي الخيانة الشاملة التي تعم كل الأمانات ؛ كأمانة الدين والتكاليف الشرعية ، وأمانة العرض والشرف ، وأمانة الوطن والمقدسات ، وأمانة النفس والجوارح ، وسائر الأمانات. ودرست هذا الموضوع من خلال لفظة الخيانة ، واستفدت من نظائر هذه اللفظة كما وردت في القرآن الكريم ، وهي : المكر ، والخديعة ، والكيد ، والتجسس ، والنفاق . واستخلصت منها بالاستعانة بكتب التفسير وغيرها المعاني والدلالات والعبر والدروس ، وقمت بعرضها في أربعة فصول ، ذكرت في الأول تعريفا بالخيانة ، وفي الفصل الثاني ذكرت أنواعا لخيانة الأمانة ، وفي الفصل الثالث ذكرت نماذج قرآنية للخيانة مثل ( خيانة أهل الكتاب ، وخيانة امرأة العزيز ... ) ، وفي الفصل الرابع كان الحديث عن الخيانة في ظلال آيات النفاق ، حيث ذكرت صفات وأفعال الخائنين ، ثم تحدثت عن عاقبة الخيانة في الدنيا والآخرة ، وبيّنت فيه منهج القرآن الكريم في التعامل مع ظاهرة الخيانة ، سواء بالوقاية أو العلاج.