الخصائص العامة للمياه الجوفية في منطقة وادي الفارعة باستخدام تقنية تتبع المواد

تعتبر المياه الجوفية من المصادر المائية الهامه في فلسطين, فدراسة تلك المياه وخصائصها تعد من الأدوات التي يعتمد عليها في عمل ادارة مناسبة لها. تعد منطقة تغذية الفارعه التي تقع في الحوض الشمالي الشرقي بالضفه الغربيه من أهم المصادر الجوفيه في فلسطين حيث انها تزود مختلف القطاعات بالمياه سواء كانت للاحتياجات البشرية والزراعية والحيوانية. ان نوعية المياه الجوفية في منطقة تغذية الفارعة تأثرت بالمياه العادمة الغير معالجة و بالمواد الكيميائيه الناتجة عن الأنشطة الزراعية. الهدف من هذا البحث هو الحصول على أفضل مفهوم لخصائص المياه الجوفية الهيدرولوكية في منطقة تغذية الفارعه. ان هذه الدراسة سوف تمهد الطريق لأبحاث اخرى بالمستقبل تعنى بدراسة علاقة المياه السطحية ونوعيتها بنوعية المياه الجوفية. الطريقة التي استخدمت في هذا البحث لتحديد سرعة المياه الجوفيه والنفاذية الفعاله لحوض النيوجين الغير محصور هي تكنولوجيا حقن مادة اليوراناين في بئر وحيدة. ومن خلال استخدام هذه التكنولوجيا تم التوصل إلى نتائج للخصائص الهيدروليكية في بئرين مختلفين بفصلين مختلفين (التجربة الأولى في فصل الشتاء والثانية في فصل الصيف لعام (2012/2013) ومن ثم تم رسم منحنيات تبين العلاقة بين الوقت والتركيز للمادة المتتبعه المسترجعه في عملية الضخ لكل من التجربتين . كان من اهم الفروقات بين التجربتين في كلا البئرين هو وجود عمليات ضخ مختلفة وغير منتظمة من الآبار المجاورة. ان المنحنى الناتج من التجربة التي تمت في فصل الشتاء أظهر أعلى تركيز للمادة المتتبعه بعد 54 دقيقة من عملية الضخ و المنحنى الناتج من التجربة التي تمت في فصل الصيف أظهرت ثلاث قيم كبرى ومتتالية لتركيز المادة المتتبعة بأوقات متفاوته هي 18 دقيقة، 26 دقيقة، و36 دقيقة من عملية الضخ. أظهرت نتائج البحث قيم سرعة عالية للمياه الجوفية في الحوض الجوفي النيوجيني. ان التجربة التي تمت في فصل الشتاء أظهرت ان سرعة المياه الجوفية بها 9.2 متر في اليوم بنفاذية فعالة 4.3%. ان التجربة التي حصلت في فصل الصيف اظهرت نتائج غير صحيحة للخصائص المذكورة بفعل تأثر البئر بعمليات الضخ الغير منتظمة للآبار المجاورة، حيث أثرت على انتشار المادة المتتبعة وجعلتها تنتشر باتجاهات مختلفة بفعل قوى ضخ متفاوته. ان القيام بالتجربة خلال فصل الشتاء كان اكثر فعالية من القيام بها في فصل الصيف وذلك بسبب عمليات الضخ الكثيفة التي تنتج من الآبار المجاورة والتي لا يستطيع التحكم بها بسهولة. هذا البحث يستخدم كأداه ابتدائية تمهد الطريق لدراسة المياه الجوفية باستخدام تكنولوجيا المادة المتتبعه في منطقة تغذية الفارعة، علما أنه لا يوجد خبرة سابقة باستخدام طريقة البئر الوحيدة في المنطقة لدراسة المياه الجوفية وخصائصها.