الحية في الشعر الجاهلي

Year: 
2003
Discussion Committee: 
د. إحسان الديك - رئيساً
أ. د. إبراهيم الخواجا - ممتحناً داخلياً
أ. د. حسن السلوادي – ممتحناً خارجياً
Supervisors: 
د. إحسان الديك
Authors: 
محمود صبري علي عبد الله
Abstract: 
يتبين لنا أن الحية احتلت مكانة عالية لدى الأمم القديمة, كالسومريين, والبابليين, والكنعانيين, والفينيقيين, والفراعنة, واليونانيين, والعبريين, الذين نظروا إليها نظرة ملؤها التقديس والرهبة والرغبة, لما رأوا فيها من رموز للخير والخصب والنماء, والتجدد والخلود, دون سائر الحيوانات. وعلى مستوى الديانات, احتلت الحية دوراً هاماً, فعدتها اليهودية سبب إغراء حواء, والسقوط من العالم السماوي, إلى العالم الأرضي، الذي يمثل الشقاء, وبذلك تكون الحية الشخصية المركزية في تحول آدم وحواء من النعيم والخلود, إلى الشقاء والموت. وفي المسيحية تأثر النصارى باليهود, فرأوا في الحية رمز الحكمة. أما العرب, فلم ينظروا إلى الحية نظرة طبيعية, على أساس أنها حيوان عادي, بل رأوا فيها حيواناً غريباً ذا قوة خارقة, لذا سموا أبنائهم بأسمائها, الأمر الذي جعلها أكثر الحيوانات ورودا في القصص والحكايات. وللحية أسماء كثيرة, تتجاوز ثلاثين أسماً, هذه الحية التي ترتبط بالحياة من خلال اسمها, هذا الاسم الذي تعددت دلالاته, مما جعل بعضها أكثر وروداً من غيرها عند الشعراء الجاهليين, وكذلك تعددت ألوانها التي عكست أبعاداً نفسية واجتماعية لدى الإنسان الجاهلي. ولأهمية الحية في الفكر الجاهلي، تعددت مواضع ورودها في الشعر, فكانت ملازمة للمرأة، في جوانب حياتها, وكذلك لها علاقة قوية جداً بالنبات, هذه العلاقة التي ترجع بداياتها إلى العهد الفردوسي، لذالك كانت لها علاقة بالجن الذي شغل فكر الجاهلين, فرأوا بينهما علاقة وطيدة, بل توحداً، الأمر الذي جعل لديهم مخاوف منها, فاستعانوا بالرقية التي مثلت أملاً في التعامل مع هذا الحيوان القوي. وللحية علاقة قوية جداً بالماء، لذا أكثر الشعراء من ذكر أماكن المياه التي لم تخل من الحيات, وكأنها حارسة تلك الأماكن, ولكن ذلك لم يمنعها من التواجد في كل أنحاء الأرض. وللحية رموز لدى الشاعر الجاهلي, منها المعصية والخطيئة, والخلود والحياة، والخصب, والشر، هذه الرموز التي تعود جذورها إلى اللحظة التي أغوت فيها حواء بالأكل من الشجرة المحرمة, حيث تحولت حياة آدم وحواء من حياة النعيم إلى حياة الشقاء, فقامت العداوة بين الطرفين إلى يوم الدين, وخلدت الأساطير والأشعار الجاهلية هذه العلاقة، مما جعل الشاعر الجاهلي يرى في الحية رمز القوة والحيوية والخلود, و بالمقابل مثلت الشر والدهاء والفتك والموت, فهي الأقوى من بين حيوانات البيئة, لذا اتخذها الشاعر الجاهلي سلاحاً معنوياً يهدد به الآخرين.
Pages Count: 
248
الحالة: 
Published