Abstract:
هذا بحث يتناول موضوعا من موضوعات القرآن الكريم ، وهو الجنة الأبدية التي أعدها الله لعباده المتقين. وتقوم هذه الدراسة على أسس لغوية وبلاغية بمعنى أن البحث سيدرس الجنة من زوايا لسانية قصد الكشف عن الإعجاز اللغوي والبلاغي للقرآن الكريم في التعبير عن مشاهد الجنة القرآنية. ونتيجة لهذا الاختيار فقد جاء البحث مقسماً أربعة فصول، حاول البحث أن يجمع شتات الموضوع في بوتقة واحدة. ويرى الباحث أن الموضوع المطروق جديد في الدرس اللغوي من حيث إنه يكشف بالدرجة الأولى عن المقاربات الأسلوبية، والإبداعات اللفظية في نصوص الجنة، كما أن المعلومات التي قدمها الباحث تعدّ جديدة في بعضها، ومرتبة في بعضها الآخر لا سيما أن معظم التفاسير قد ركزت على المعاني المباشرة للآيات التي تصف الجنة عدا قليل منها، وهذا القليل اكتفى بالمعاني الجزئية ولم يحط بالموضوع من جميع أطرافه، فجاءت مهمة البحث لجمع المتفرق، وتكميل الناقص، وتفصيل المجمل، وترتيب المختلط. وبناء على ما سبق جمع الآيات التي تصف الجنة في القرآن، وقام بتوزيعها حسب مخطط يتماشى وموضوعات الدراسة اللغوية حيث درس التشكيل الصوتي في النصوص، وعالج مجمل الظواهر الأسلوبية فيها، كما حاول البحث أن يتجه للألفاظ التي استعملها القرآن في بيان مشاهد الجنة. ورأى الباحث أن يكمل دراسته هذه خارجيا بمعنى أن يتلمس وصف الجنة في إبداعات الكتّاب والشعراء عن طريق اختيار نماذج متفرقة ، ومدى اتفاق هذه الإبداعات واختلافها عن الجنة القرآنية. وقد خرج الباحث –بناء على ما سبق– بنتائج يُعتقد أنها جديدة تمس اعماق الموضوع على المستويات المدروسة كافة، ويمكن إجمال النتائج بالقول: إن القرآن الكريم حشد كل الطاقات اللغوية للتعبير عن مشاهد الجنة في القرآن من حيث وصفها الداخلي، وبيان مدى التكريم الذي يحظى به أهل الجنة فيها.