التخطيط واستراتيجيات إعادة إعمار وتطوير الوسط التاريخي لمدينة نابلس

اشتهرت مدينة نابلس منذ القدم بأبنيتها التاريخية وتحفها الرائعة، ورغم أن المدينة شهدت الكثير من الحروب والغزاة والمستعمرين على امتداد تاريخها كالصليبيين والمغول والتتار ومروراً بالحربين العالميتين الأولى والثانية، فإن المدينة ظلت صامدة بأبنيتها وأحيائها وأزقتها أمام هذا العدوان إلى أن جاء الاحتلال الإسرائيلي وبالأخص ليلة 4 ابريل 2002م فنال منها بقصف الأحياء السكنية القديمة في مركزها التاريخي مما أدى إلى تقويض كثير من المباني والتي يمتاز العديد منها بقيمة تاريخية كبيرة من مساجد وصبانات ومتاجر ومنازل تقليدية بالإضافة إلى تدمير جزئي في البنية التحتية للمدينة القديمة. في ظل هذه الأوضاع الصعبة والتي لا تزال المدينة تعاني منها، نجد أنفسنا كباحثين ومهتمين في قضايا التراث الثقافي الفلسطيني مسؤولين ولو نسبياً عما يحدث تجاه تاريخنا الحضاري وهذه المسؤولية يجب أن تتبلور نظرياً وعملياً للوقوف أمام العراقيل التي قد تؤدي إلى انجراف تاريخنا الوطني العتيد لنؤكد هويتنا ونثبت جذورنا مستخدمين كافة الإمكانات المتاحة سواء من النواحي السياسية أو التنظيمية أو الفنية. وفي هذا الإطار يبرز دور المخطط العمراني والمهندس المعماري في تحديد استراتيجيات لإعادة الأعمار والتطوير والحفاظ على هذه المراكز التاريخية قابلة للتطبيق والتنفيذ. ولكي تنسجم هذه الأفكار مع واقعنا المعاصر كانت هذه الدراسة والتي هي بعنوان: التخطيط واستراتيجيات إعادة إعمار وتطوير الوسط التاريخي لمدينة نابلس، والتي تشمل أسس الحفاظ والتطوير من الناحية النظرية ولا يقتصر البحث فقط على الجانب النظري ولكنه يتعداه إلى الجانب التحليلي لواقع الوسط التاريخي لمدينة نابلس ومن ثم تقييمه من أجل الخروج باستراتيجيات واضحة لعملية الإعمار والتطوير وعمل مخطط حضري شامل Master Plan وكأي دراسة لابد في النهاية من الخروج ببعض النتائج والتوصيات المتعلقة بموضوع البحث والدراسة.