التخطيط لشبكة الكهرباء الذكية في فلسطين

مع التطور التكنولوجي الكبير الذي شهده قطاع الحواسيب والاتصالات بالفترة القصيرة السابقة، ظهرت تطبيقات مختلفة جديدة في مختلف مناحي الحياة. ومن أبرز هذه الطبيقات تطور ما يعرف بالشبكة الكهربائية الذكية التي أصبحت تسهم في تطوير قطاع الطاقة الكهربائية بشكل كبير. كذلك فقد برز لها العديد من التطبيقات التي تسهم في ترشيد الطاقة وتقليل تكلفة الانتاج، تقليل انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون وتوفير خدمة أفضل للمستهلكين وبجهد أقل. وبالرغم من أن بعض تطبيقات الشبكات الكية قد تتطلب معدات متطورة ومجهود كبير إضافة إلى استثمارات كبيرة، إلا أن بعض التطبيقات أخرى تكون سهلة التنفيذ ولا تحتاج إلى تكلفة عالية أو تعديلات كبيرة على شبكات الكهرباء الموجودة حاليا. في هذه الرسالة، قامت الباحثة بدراسة النظام الكهربائي القائم حاليا في المناطق الفلسطينية وكذلك علاقته مع شركة الكهرباء الاسرائيلية والتي هي المزود الرئيس للقدرة الكهربائية لكافة شبكات التوزيع المتوفرة، كما أنها قامت بعمل مسح لكافة التطبيقات المعروفة عالميا للشبكات الذكية لمعرفة وتحديد تلك الممكنة منها طبقا لما هو متوفر حاليا، آخذة بعين الاعتبار كافة المعيقات الاقتصادية والسياسية والفنية. لقد تبين من خلال هذه الدراسة أن أهم التطبيقات الممكنة في فلسطين تشمل كلا من : العدادات الذكية وقراءتها عن بعد دون الحاجة لموظف قراءة العدادات، إدارة وترشيد الطاقة من خلال تقنيات وآليات محددة، وكذلك التكامل مع محطات توليد الطاقة المحلية المتوع انتشارها خاصة من الخلايا الشمسية وطاقة الرياح. الخلاصة التي يمكن الوصول اليها من هذا البحث أنه لا بد من التخطيط الدقيق من أجل توفير شبكات ذكية لتتكامل مع كافة الشبكات الكهربائية الموجودة في كافة المناطق الفلسطينية، ويجب أن يتم هذا التخطيط بأسرع وقت ممكن للاستفادة من التقنيات الحديثة المتوفرة خاصة في قطاع الاتصالات، وعملية التخطيط هذه يجب أن تركز على تحديد التطبيقات العملية الممكنة من الناحيتين الفنية والاقتصادية، وإختيار أفضل وسائل الاتصال الممكنة، وأخيرا وليس آخرا العمل على ضرورة توفير التكامل مع محطات الطاقة الشمسية والتي يتم التخطيط لها ضمن مشروع "المبادرة الفلسطينية للطاقة الشمسية".