التجربة الشعرية عند المتوكل طه

Year: 
2002
Discussion Committee: 
أ.د. عادل محمد أبوعمشة - رئيساً
أ.د. عادل الأسطة - ممتحناً داخلياً
أ.د. يحيى جبر - ممتحناً داخلياً
د.نادر قاسم - ممتحناً خارجياً
Supervisors: 
عادل محمد أبو عمشة
Authors: 
عبد المجيد عبد العزيز أحمد حامد
Abstract: 
بعد أن فرغت من إعداد هذا البحث, أستطيع أن أُسجل النتائج التالية: أولاً: يعد الشاعر من شعراء الانتفاضة البارزين وقد قُدر لتجربته الشعرية أن تستمر وتقطع شوطاً وتطوراً واضحاً في الرّبع الأخير من القرن العشرين. ثانياً: تضافرت عوامل عدة في تشكيل شخصية الشاعر وبلورة إبداعه, من حيث البيئتين: الخاصة والعامة, فقد نشأ الشاعر في بيت يحتفي بالأدب إلى جانب تربعه على صدر مكانة اجتماعية عالية, أما العامة, فقد تنقّل بين عدة مناصب وتجارب ساهمت في اطّلاعه على شبكة عريضة من المبدعين والأدباء وإنتاجهم. ثالثاً: تتصدر القضية الوطنية خاصة, والعربية عامة, قصائد الشاعر, حيث تمتد أجزاء الوطن, وزخم ثورته العارمة في دواوين الشاعر, من حيث التغني بالأرض والهوية إلى ممارسة النقد السياسي المبتعد عن الهجاء المقذع, كما عبّر الشاعر عن تخوفه أو تشاؤمه من مسيرة التسوية مع العدّو الصهيوني. رابعاً: صوّر الشاعر الزخم والمدّ الجماهيريين, مستمداً صورة مشرقة للحياة بعد الموت عبر فلسفة التضحية والاستشهاد؛ وسعى الشاعر إلى سبر غور العدّو من خلال التسلل إلى داخله لتقديم صورة انهزاميّة للمحتل. خامساً: مثّل إنتاج الشاعر امتداداً لحركة (أدب السجون)؛ حيث أنتج أكثر من مجموعتين شعريتين في أحضان اللهب الصحراوي في النقب؛ نقل الشاعر صورة السجن بكل ما فيه من ماديات ومعنويات, إلا أن الشاعر لم ينقل صور التعذيب الوحشي الذي مارسه المحتل في المعتقلات والسجون, هذا وقد صوّر حياة السجناء مفعمة بالتحدي ومواصلة المسيرة والعطاء, كما رسم صورة الأمل النابع من قلب المأساة والمعاناة سادساً: تبدو صورة المرأة الفلسطينية عند الشاعر متذبذبة غير مكتملة, حيث تراوحت بين الصورة التقليدية أو السالبة؛ وهي الصورة التي تنقل المرأة كياناً بيولوجياً عادياً, تنجب الأطفال وتشحن الرجل بالحنان, والصورة الإيجابية التي تنقل المرأة ثـائرة إنساناً غير منقوص الدور تقود إلى جانب الرجل معركة المصير المشترك, كما تناولت صورته الشعرية المرأة الأم, والمرأة الزوجة, والمرأة الطفلة, والمرأة الثائرة الأسيرة. سابعاً: نهل الشاعر من ينابيع التراث الإنساني, الديني والتاريخي والشعبي, موظفا ثمرة هذا التراث الضخم في بناء الصورة المعاصرة منقولة عبر هذا التراث, فقد تمازجت النصوص الشعرية مع القرآنية, وكذلك مدلولات السلام المسيحية؛ وما يعكسه الصليب من معاناة ومأساة. ولم يشكل التراث الديني اليهودي ظاهرة موظفة في شعر المتوكل طه لذلك لم أفرد لها بحثا, وهذا ينسحب كذلك على التراث الأسطوري. كما وظف الشاعر البعد التراثي التاريخي من خلال توظيف الشخصيات التاريخية أو الأحداث التاريخية بما يتصل بتشابه الحالة وتناسق الأجواء, ولم يغفل الشاعر التراث الشعبي ومدى مساهمته في تدعيم الصورة, وترسيخ معطيات الهوية الوطنية وتعميق الانتماء للأرض والهوية. ثامناً: الصورة الشعرية قمة الإبداع في النص الشعري عند الشاعر فقد أغدق النص بالصورة التي أثرت العملية الإبداعية كجهد ينأى عن السطحية والمباشرة, فقد ساهم الشاعر في بناء الصورة عن طريق تبادل المدركات, وتراسل الحواس والتشبيه والوصف المباشر, إلى جانب الصورة المركبة التي تميزت عند الشاعر بكونها نسجت بدقة تناسب حجم الموضوع, كالتجربة الاعتقالية والتسوية السلمية, ولم يغفل الشاعر الصورة الكلية التي بناها عن طريق البناء التوقيعي والبناء الدرامي والبناء المقطعي, بما يخدم الموضوع ويبدع في تقديمه. تاسعاً: عمل الشاعر على تنقية لغته الشعرية وتصفيتها وهي اللغة الفصحى, ولا شك في أن الشاعر تميز بغنى ثروته اللغوية ومعجمه الشعري, فوظف الجملة بنوعيها الاسمية والفعلية بما يلائم كل مرحلة, ووظف بعض الظواهر لخدمة تكامل بناء القصيدة مثل التضاد والتكرار والترادف, ولم يسلم من الوقوع في بعض الأغلاط اللغوية التي عكرت صفو بعض مقطوعاته. عاشراً: يحفل شعر المتوكل طه بموسيقى غنية وإيقاعات قوية وغنائية عالية تبدو سائرة بشكل أفقي لإحياء النص من خلال تلك القدرة على المحافظة على الوسطية بين التقاليد العروضية والتشبث بالقوافي ذوات الصخب الموسيقي, وتلك الخيوط اللامرئية من الموسيقى الداخلية وما يكونها لتقديم الفكرة معمقة ومؤثرة من خلال التكرار والقوافي الموازية والتدوير والتصريع والجناس والطباق والفواصل الصامتة, وسعيه إلى تفتيت الشكل المألوف مع المحافظة على الإطار من خلال اعتماده الشعر الحر (شعر التفعيلة) في كل مجموعاته الشعرية. حادي عشر: يشهد لتجربة الشاعر ذلك التقدم والتطور المتواصل في كل إصدار, وتمثل مرحلة (أوسلو) مفصلا هاما في مسار تجربته من حيث الشكل والجوهر, لينتقل الشاعر من تصوير الحجارة وإشعال الإطارات إلى تصوير استبداد الطبقة الوصولية؛ وتصوير أزمة الحضور والغياب والمعقول وغير المعقول في دهاليز التسوية والتطبيع, مع الجنوح نحو التراث وعبق التاريخ ونصوص السماء لتقديم الأحداث والشخصيات. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
Full Text: 
Pages Count: 
262
الحالة: 
Published