التبشير في القرآن الكريم / دراسه موضوعية

الملخص موضوع هذه الدراسة " التبشير في القرآن الكريم "، وله مساس كبير بحياة الأمة ولاسيما في هذا الزمان الذي كثرت فيه عوامل الإحباط واليأس، فتأتي مثل هذه الدراسات لتبشير الناس بالأمل ، وتبين لهم أن الخلاص من اليأس يكون من خلال الرجوع إلى كتاب الله سبحانه وتعالى . فقد حاولت في هذه الدراسة أن أتناول موضوع التبشير في كتاب الله سبحانه وتعالى من جميع جوانبه، فقد بينت الدراسة المقصود من مفهوم التبشير ودلالاته في السياق القرآني، وإن وروده يكون بالخير وفي غيره من باب المجاز، وذكرت أنواع البشارة القرآنية، حيث أن الآيات الكريمة نوعت في بشارتها، وبينت أن مصادر الاستبشار بالنسبة للناس عديدة ومتنوعة، فمنها التبشير بالخير كبشارة الأنبياء عليهم السلام، والبشارة بالثواب والتبشير بالخير، والتبشير بالغيث، والتبشير بالولد، ومنها التبشير بالشر، كالتبشير بالعذاب الأليم. وذكرت الأسباب والعوامل التي توصل صاحبها إلى البشرى بسعادة الدارين، وتتمحور هذه الأسباب والعوامل حول طاعة الله سبحانه وتعالى . وهذه الأسباب الموصلة إلى البشرى بالخير هي: اجتناب الطاغوت؛ الإنابة إلى الله تعالى، الإيمان بالله تعالى، الأعمال الصالحات، إقامة الصلاة، الجهاد في سبيل الله، الشهادة في سبيل الله، الصبر على المصائب، إيتاء الزكاة، اليقين بالآخرة، الاستقامة على الدين، اتباع القرآن، والخشية من الرحمن. وذكرت أيضا الأسباب التي توصل إلى التبشير بالعذاب وهي: الكفر، النفاق، الإفك، وكنز المال وعدم إنفاقه في سبيل الله سبحانه. وتطرقت إلى الحديث عن المبشرين في القرآن الكريم، فمنهم المبشرون بالخير وهم: المسلمون، المؤمنون، المحسنون، المتقون، المخبتون، الصابرون، إبراهيم عليه السلام وزوجه سارة، زكريا عليه السلام، ومريم عليها السلام. ومنهم المبشرون – على سبيل التهكم – بالعذاب الأليم، وهم: الكافرون، المنافقون، الأفاكون، والذين يكنزون المال ولا ينفقونه في سبيل الله تعالى. وفي تبشير كلا الفريقين حكم عظيمة وغايات جليلة بينتها من خلال الحديث عن حكمة ورود البشرى في القرآن الكريم، وهذه الحكم هي: إظهار قدرة الله تعالى في الأنفس وفي الآفاق، تبليغ دعوة الله تعالى وإقامة الحجة على الخلق، الاستبشار بتعظيم الجزاء الذي يلقاه الذين باعوا أنفسهم لله تعالى، أولياء الله تعالى لهم البشرى في الحياة الدنيا وعند الموت، استبشار الشهداء بمن يلحق بهم؛ وبنعمة الله وفضله عليهم.