(الإمامة عند علي بن الحسين المسعودي (ت346هـ/957م

Year: 
2004
Discussion Committee: 
د. عدنان ملحم - رئيساً
د. رياض شاهين - ممتحناً خارجياً
د. جمال جوده - ممتحنا داخياً
Supervisors: 
د. عدنان ملحم
Authors: 
ماهر تحسين عبد الرحيم حاج محمد
Abstract: 
تناولت الدراسة رؤية المسعودي لمؤسسة الإمامة، وقدمت قراءة تاريخية لتطورها منذ خلافة أبي بكر الصديق (11هـ/632م) وحتى عصر الخليفة المطيع لله العباسي (346هـ/957م)، وهدفت إلى استنطاق نصوص المسعودي وميوله من خلال تحليل كتابيه مروج الذهب ومعادن الجوهر والتنبيه والأشراف. والمسعودي هو أبو الحسن علي بن الحسين بن علي بن عبد الله بن مسعود، وولد في منطقة بابل من العراق سنة (287هـ/900م)، وجمعت دراسته الثقافية بين التاريخ والجغرافيا معتمداً على الرحلات والسفر، وتظهر ميوله الشيعية بشكل واضح في رواياته، وتوفي في الفسطاط سنة (346هـ/957م) بمصر. واعتمد المسعودي في منهجه لكتابه التاريخ طريقة التقسيم حسب الموضوعات فلم يتبع أسلوب التأريخ الحولي، وضمت مؤلفاته المواضيع التاريخية والجغرافية والدينية والفقهية والسياسة واهتمت بقضية الإمامة وموقف الفرق والملل الإسلامية منها. وضح المسعودي مفهوم الإمامة بأنها المنصب السياسي الذي يتولى بموجبه الإمام أمور المسلمين الدينية والدنيوية، بعد وفاة الرسول (ص)، وعلى الأمة تقديم الطاعة له، وتبنى الرؤيا الشيعية لمفهوم الإمامة في التأكيد على فكرة النص والوصية لخلافة علي بن أبي طالب، وميزت الشيعة الإمام بهذا اللقب لما له من فعالية دينية تمنحه العصمة والشرعية. وأكد على رفض أبي بكر لمصطلح خليفة الله موضحاً بأنه خليفة رسول الله مشيراً إلى بداية استعمال لقب أمير المؤمنين في وثائق وكتابات الخليفة عمر بن الخطاب بدلاً من لقب خليفة رسول الله مؤكداً في الوقت نفسه على الواجبات الدينية والسياسية لهذا المنصب. ووضح المسعودي موقفه من قضية ازدواجية الأئمة فأكد على رفضه لبيعة إمامين واستدل على ذلك من أحاديث الرسول (ص) التي تدعو إلى قتل الفئة المنازعة للإمام. وعرض المسعودي موقف الفرق والأحزاب من مؤسسة الخلافة، واتضحت نظرته من خلال تبنيه الرؤيا الشيعية في إمامة علي، كما أكد على رؤية المرجئة في خلافة قريش، واعترض على موقف الخوارج في نظرتهم للخلافة والتي رفضوا من خلالها حصر الخلافة في قريش وحدها. وعرف المسعودي البيعة بأنها السمع والطاعة في اليسر والعسر للإمام على أن يسوسهم بكتاب الله وسنة رسوله، وأشار إلى أشكال البيعة وتطورها التاريخي وحددها في بيعتان البيعة الخاصة وهي بيعة أهل الحل والعقد والبيعة العامة وهي بيعة الأمة جمعاء، وأكد على التطور الذي طرأ على تقاليد ومراسيم البيعة فقد كانت تؤخذ من أهل المدينة فقط خلال العهد الراشدي، ومنذ تسلم الأمويين السلطة أصبحت بيعة الجماعة تشمل كافة الأمصار الإسلامية وظهر موقف الأمصار من بيعة الخليفة في العهد الأموي من خلال رفض أهلُ مكة والمدينة والعراق البيعة للأمويين، كما رفض أهل الشام تقديم البيعة للعباسيين .ورفض المسعودي الفكرة الأموية التي استحدث فيها معاوية نظام ولاية العهد كدستور ثابت في مؤسسة الخلافة، وأصبح العهد الطريقة المتبعة لنقل السلطة بصورة سلمية خلال الفترة الأموية والعباسية فيما بعد. واتضح من خلال الدراسة موقف المسعودي من قضية مجلس الشورى حيث أشار إلى رغبة عمر بن الخطاب في استخلاف عثمان مؤكداً على دور عبد الرحمن بن عوف في إخراج نفسه من المنافسة لحسم الأمر لصالح عثمان، وأكد أن الأمر مجرد مؤامرة تم من خلالها استبعاد علي وتجاوز حقه وإنكار دور آل البيت في قيادة الأمة. وعرض المسعودي صفات الإمام والمتمثلة في العصمة والإيمان والعلم والفقه والشجاعة والكرم، إضافة إلى النسب القرشي، مؤكداً على صفات علي بن أبي طالب التي تؤهله للخلافة، كما أشار إلى واجبات الإمام في تطبيق أحكام الدين وحماية المسلمين وجباية الخراج وتوزيع الفيء والإشراف على بيت مال المسلمين والنظر في المظالم. وركز المسعودي على مفهوم الفتنة التاريخي موضحاً بأنها المحنة التي تمر بها الأمة الإسلامية خلال صراعها على السلطة فتنة عثمان (35هـ/655م)، فتنة الجمل (36هـ/656م)، فتنة صفين (37هـ/657م-40هـ/660م)، فتنة الأمين والمأمون (194هـ/810م-198هـ/814م). وقف المسعودي إلى جانب حركات الشيعة التي خرجت ضد الأمويين والعباسيين مطالبةً لحقها الشرعي في الخلافة، ومؤكداً على وراثة الخلافة بعد علي، ودان الأساليب التي اتبعتها السلطة في قمع المعارضة مشيراً إلى حق العلويين والطالبين في الخلافة فأكد على شرعية خروجهم ضد الدولة العباسية، كما أشار إلى ظلم الأمويين وتنكيلهم بعلماء المعتزلة، مشيداً بموقف الخليفة عمر بن عبد العزيز والخليفة المأمون على العلاقة الودية التي ارتسمت في عهدهم مع المعتزلة. واتضح موقف المسعودي من تفاصيل الصراع على الإمامة، مؤكداً على براءة علي من دم الخليفة عثمان مبرزاً دوره في الدفاع عنه خلال حصاره وإرسال ابنيه (الحسن والحسين) لحمايته، كما دان معسكر ثالوث الجمل (عائشة، طلحة، الزبير) لخروجهم على الإمام الشرعي (علي) موضحاً موقف علي الرافض للحرب وأشار إلى اعترافهم بخطئهم في الخروج. وتناول أبعاد الصراع بين علي ومعاوية بن أبي سفيان واستعرض مضمونه وتطورات المواجهة في صفين وحمّل معاوية المسئولية المباشرة عن الدماء التي أزهقت فيها، في الوقت الذي أشاد بموقف الحسن بن علي السلمي لتنازله عن الخلافة حقناً لدماء المسلمين، ودان موقف الخوارج في الفتنة وحملهم مسئولية مقتل الخليفة علي. وانتقد السياسة الأموية التي اتبعتها لقمع حركة عبد الله بن الزبير خلال صراعه مع السلطة الأموية (63هـ/682م)، مؤكداً على انتهاك الأمويين للبيت الحرام خلال حصارهم له. وأكد المسعودي على تسلم العباسيين للسلطة بعد نجاح الدعوة التي نُشرت مبادئها في خراسان والعراق إضافة إلى تحقيق الانتصارات على الأمويين وملاحقتهم في الشام والعراق. وأكد على شرعية خلافة المأمون العباسي، وحمل الخليفة الأمين مسئولية النزاع لأنه نكث العهد والمواثيق مع أخيه المأمون خلال عزمه على خلعه من ولاية العهد وهو ما يفسر وقوف المسعودي إلى جانب المأمون في أحداث النزاع.
Pages Count: 
251
الحالة: 
Published