الأُسس الفلسفية للضرائب

استهدف هذا البحث التعرف على الأُسس الفلسفية المختلفة لفرض الضرائب، وجمع أشتات هذه الأُسس في بحث شامل جامع لها، كما رنى للوصول إلى أساس نظري جديد، أو توليد أساس جديد يصلح لأن يكون قاعدة نظرية تلاقي القبول من المواطنين وتُلبي احتياجات الدول في الوقت نفسه. وللوصول إلى هذا الهدف تم تقسيم البحث إلى فصلين اثنين حيث عالج الفصل الأول ماهية الضرائب عِبر مبحثين، تناول المبحث الأول التطور التاريخي للضرائب عِبر العصور، حيث تم التعرف على الضرائب في العصور القديمة (العصر الفرعوني والعصر الفارسي والعصر الروماني) والعصر الجاهلي والعصر الإسلامي والعصور الوسطى والعصر الحديث وفي المجتمعات اليهودية، وتناول المبحث الثاني الأُسس النظرية لفرض الضرائب، حيث استعرض الباحث النظريات التقليدية ونظريات تصاعد الأسعار، ونظريات العبء الضريبي ونظريات نقل العبء الضريبي، والنظريات الشرعية والفقهية المسيحية والإسلامية وكذلك نظريات العدالة الضريبية والنظريات المعاصرة الأُخرى . وأمّا الفصل الثاني فاستهدف معالجة السياق العام للنظم الضريبية من خلال مبحثين، تناول المبحث الأول النظم الضريبية في الفكر المعاصر، حيث تم التعرف إلى ماهية النظم الضريبية، والمفهوم العام للإدارة الضريبية والتصنيف النوعي للضرائب، وماهية الضرائب والزكاة والرسوم، وماهية السياسة الضريبية، وفي المبحث الثاني تم التعرف إلى مجموعة من النظم الضريبية المعاصرة - التي تمثل أُسس فكرية مختلفة – وهذه النظم هي: النظام الضريبي في الولايات المتحدة الأمريكية، والنظام الضريبي في جمهورية الصين الشعبية، والنظام الضريبي في الجمهورية الفرنسية، والنظام الضريبي في المملكة العربية السعودية، والنظام الضريبي في أراضي السلطة الفلسطينية. ومن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث: أنًّ الضرائب عُرفت منذ الحضارات البشرية الأُولى، حيث وجُدت بذورها الأولى في العصر الفرعوني والفارسي والروماني، وكانت تحمل العديد من المُسميات إلاّ أنها لها نفس الوظائف والسمات وأنًّ هناك العديد من الأُسس والنظريات التي وجدت في عصور مختلفة لتبرير فرض الضرائب، حيث اختلفت بإختلاف الهدف المراد منها، ففي البداية كان يُنظر لها أنها حق للأمراء والملوك ومن ثم أصبحت عقد بين المواطن والدولة ومن ثم تتالت النظريات لفرض الضرائب بحسب الهدف منها فظهرت النظريات المتعلقة بالتبغ والبيئة والضرائب المثلى وغيرها من النظريات. أمّا أهم التوصيات فأوصى الباحث باعتماد نظرية الانتماء والالتزام الذاتي كأرضية لفرض الضرائب، وذلك لما يحمله معنى الإنتماء من التزام من قبل المواطنين بدفع ما يستحق عليهم، وقيام الدولة بتقديم الخدمات المطلوبة منها، وتغيير مُسمّى الضريبه إلى مساهمة، وذلك لِما يُوحيهِ مسمّى الضريبة من معاني الإجبار والإكراه مما تأنف عنه النفس البشرية من الإلتزام به.