Abstract:
ألفاظ المتصوفة (دراسة دلالية في اعمال ابن عربي النثرية والشعرية) الملخص ان هذا البحث خاص بالألفاظ المستمدة من الأدب الصوفي القائم على الألغاز والإشارات والتلميحات، فهذا الموضوع ليس أدبا خاصا، ولا لغة صرفة، بل هو مزج بين اللغة والأدب. في ظل هذه الأمور نظمت ونسقت هذه الأطروحة، فتطرقت أولا وقبل كل شيء إلى الجانب التاريخي من حيث أصل كلمة التصوف واختلاف الباحثين فيها، اذ أقوى الآراء وأصوبها هو أن أصل الكلمة من الصوف. ثم تعرضت لوجهات النظر المختلفة في مصادر التصوف. ولما كان موضوع الأطروحة هو دراسة دلالية في أعمال ابن عربي النثرية والشعرية، لذا اطلعت على حياة ابن عربي من حيث شخصيته واخلاقه ومؤلفاته واسلوبه، فوجدته رجلا مميزا وعبقريا فذا في اللغة والأدب والامور الغيبية والروحية وفهم النفس البشرية والتعامل معها، والتي منها التراث الفكري الذي يرتكز على علم الفقه، وعلم الآداب، وعلم الكلام والعلوم الطبيعية والتفسير والتأويل وعلم الحروف. ليس التصرف ظاهرة روحية على إطلاقه، ولكنه ظاهرة شاملة مرتبطة بشتى الظواهر الأدبية أو الأخلاقية. أما العلم اللدني فهو: مصدر هام ورئيسي يرتشف الصوفية ألفاظهم منه، إذ يعتبرونه علما إلهيا غيبيا خارج نطاق العقل والمحسوسات، يقذفه الله في الخاصة من عباده. اما لغتهم فهي لغة مكثفة غنية بالإشارات والاصطلاحات، وخاصة الرموز التي تستند إلى الجذور المنغرسة في اللاوعي للفرد والجماعة، أضف إلى ذلك أن الصوفية استعانوا بالاستعارة أو الحكاية أو القصة الرمزية، وذلك لخشيتهم من الفقهاء ورجال الدين. ولقد خصصت فصلين كاملين لإظهار العلاقة بين المعنى اللغوي والمعنى الصوفي، اذ ضم الفصل الثاني الألفاظ المشتركة بين ابن عربي ومن سبقه من الصوفية، حيث وازنت بينهما، وأظهرت التفوق الذي امتاز به ابن عربي من إعادة صياغة أو إعادة شرح أو فن في التعبير. ولقد أظهرت أن تبادل المواقع بين المعنى اللغوي والصوفي قائم بينهما. أما الفصل الأخير والذي يقع تحت عنوان ""الجديد عن ابن عربي" فجل الالفاظ التي اخترتها بعد البحث والتنقيب، هي ألفاظ لم يتعرف لها أحد من قبل، اذ طرحها ابن عربي للدرس والبحث، فنقلها وحللها واعطاها معنى واضحا ومحددا. وهكذا يكون ابن عربي قد عمل على تقعيد القواعد وتثبيت الركائز، اذ ما زالت اصطلاحاته باقية إلى اليوم دون أن يطرأ عليها تغيير يذكر، وكذلك تعمد ابن عربي ان ينظم الشعر الغزلي الذي يبدو وكأنه غزل مادي، بينما هو في واقع أمره يخاطب عالم الغيب والارواح العلوية والحقائق الإلهية، وقد استشهدت بعدد من الأبيات الشعرية وفسرت ما يعنية ابن عربي.