أحكام صلة الرحم غير المسلمة

باسمك اللهم أستلهمُ الصواب وأستمدُ العون، وأسألك الهداية والتوفيق والسداد وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء محمد - صلى الله عليه وسلم -منار الهدى ونور الحكمة وحامل لواء العدل وبعد: فتناولت هذه الدراسة أحكام صلة الرحم غير المسلمة، وذلك بعد تعريف الرحم في اللغة والاصطلاح وبيان حكم صلة الرحم والأدلة على وجوب صلتها وتحريم قطيعتها، وكذلك الحديث عن أهم الأسباب التي تؤدي إلى قطيعة الرحم. وقد بينت الدراسة مفهوم دار الإسلام ودار الحرب وعلاقة المسلمين بغيرهم، وكذلك بينت الدراسة أصناف الكفار الحربيين ومفهومهم في اللغة والاصطلاح وموقف المسلم منهم، وغير الحربيين كالذميين والمستأمنين وعلاقة المسلم بكل صنف من هذه الأصناف، وصور صلة الكفار غير المحاربين كاللين في مخاطبتهم والدعاء لهم بالهداية والتوفيق، والعدل معهم وعدم ظلمهم في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم. وأظهرت الدراسة أحكام التعامل مع القريب غير المسلم من حيث حكم الزواج بين المسلمين وغير المسلمين، وحكم النفقة على غير المسلم، وحكم الوصية والوقف لهم، وحكم التوارث بيننا وبينهم، وحكم إخراج الزكاة وصدقة الفطر والكفارة لغير المسلم، وكذلك حكم عيادة القريب غير المسلم وإلقاء السلام عليهم وإتباع جنائزهم وتعزيتهم، وحكم الإهداء إليهم وقبول الهدية منهم، وحكم تهنئتهم في أعيادهم إلى غير ذلك من الأحكام. وقد توصلت إلى أن الدين الإسلامي هو دعوة عالمية تتخطى كل الحواجز والحدود، لا تقف عند عرق ولا لون و لا جنس فهي رسالة خالدة للناس كافة، فعلاقتنا بغير المسلم قريبا كان أم لا، علاقة دعوة وهداية وإرادة الخير لهم وإخراجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام. فالإسلام رحمة لأهل الأرض جميعا، ومن رحمته أن جعل للقريب غير المسلم حقا على قريبه المسلم حتى أنه ساواه في كثير من الأمور بقريبه المسلم فالإسلام دين إلهي يكفل للإنسان جميع الحقوق الإنسانية مسلما كان أو غير مسلم، كما أنه تميز بالتسامح في معاملة أصحاب الأديان الأخرى فالإسلام سمح بالتبرعات بين المسلم وقريبه غير المسلم كالهبة والوصية والوقف وغير ذلك من الأمور فصلة القريب غير المسلم بوجوه من الإحسان تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة إلى الله. فنحن بحاجة إلى تصحيح ما سيء فهمه حول علاقة المسلم بقريبه غير المسلم انطلاقا من مبادئ الإسلام وتجربتنا التاريخية في التعامل معهم.