أحكام القرعة في الفقه الإسلامي

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شر أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا، والصلاة والسلام على المبعوث رحمه للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد: فإن الشريعة الإسلامية التي تتسم بالشمول والإحاطة والصلاحية لكل زمان ومكان، لم تترك جزئية من جزئيات الحياة إلا عالجتها ووضعت لها الحل الإسلامي المناسب. ولما كانت المسائل الفقهية من الأمور التي لا غنى للمسلم عنها، ولا ينفك يواجهُها كل يوم في معرض حياته، كان لا بد لها من بيان وتوضيح، حتى لا يدخل المسلم في متاهات يزيغ عن جادة الحق. ومن المعلوم أن طرائق الحكم وفض المنازعات كثيرة في شرعنا بينتها كتب الفقه... فكانت الدعاوى والبينّات والشهادةُ واليمينُ والقرائنُ ... وكانت القرعة إحدى هذه الوسائل التي يتُوصل بها إلى تمييز الحق دونما حيف أو ميل .. لذا جعلتها عنواناً لرسالتي وشرعتُ أجمعُ المراجع المتعلقة بهذا الموضوع حتى تجمع لدي وفرة منها، وحرصت على قراءتها بتمعّنٍ، لأن هذا الموضوع منثور في بطون الكتب ويحتاج إلى جهد في استقصائه والبحث عنه حتى وفقني الله سبحانه لإتمام هذه الرسالة... وقد ضمّنت هذه المقدمة بعض الموضوعات التي لا بد من الإحاطة بها.