أحكام التأديب بالعقوبة في الشريعة الإسلامية

يهدف هذا البحث إلى دراسة أحكام التأديب دراسة تفصيلية تطبيقية, وإلىبيان حقيقة التأديب المشروع بالعودة إلى المصدر الأصيل لهذه الأحكام مع بيان الحكم الشرعي لبعض صور الظلم التي تنتهك تحت اسم مشروعية التأديب, وبيان الخلل الذي حدث بالمجتمع نتيجة بُعده عن أحكام الله تعالى التي تميزت وسمت فوق كل التشريعات لاختصاصها بالرحمة والعدل والوسطية, في محاولة للخروج بهذا الجانب الفقهي من النظرية إلى التطبيق . وقد جاءت الرسالة في فصل تمهيدي وأربعة فصول وخاتمة, على النحو الآتي : الفصل التمهيدي: عرضت فيه مفهوم العقوبة وبيان حكمة مشروعيتها, ثم تناولت مبحث تنوع العقوبة والذي اشتمل على بيان الحكمة من تنوعها وبيان أنواعها فتكلمت عن الحدود والقصاص والتعزير كل منها على حدة, ثم فرَّقت بين التأديب والتعزير خلافا لمن اعتبر التأديب تعزيراً أو استثناءً منه, حيث بينت أن التأديب نوع مستقل قائم بذاته. الفصل الأول: وقد استعرضت فيه مشروعية التأديب وبينت مفهوم التأديب الذي أقصده, حيث فرقت بين التأديب والتربية, ثم عرضت الأفراد الذين تثبت لهم ولاية التأديب مع بيان وسائل التأديب في الشريعة الإسلامية . حيث عرضت الوسائل التأديبية التي لا يدخلها معنى العقاب والوسائل التأديبية العقابية . وهذه الأخيرة هي موضع البحث والتي دارت معظم الدراسة حولها, مبينا مشروعية التأديب بهذه الوسائل العقابية . والفصل الثاني: كان بمثابة الدراسة التطبيقية للبحث, حيث تم اختيار ثلاثة نماذج لدراستها دراسة تفصيلية, وهي: أولاً_الزوجة , فقد بينت الأصل الذي يجب أن تقوم عليه العلاقة بين الزوجين, مع بيان المواضع التي يحق للزوج استخدام حقه بتأديبها: وهي النشوز والتقصير بحقوق الله وسوء الخلق, من خلال عرض آراء الفقهاء في كل مسألة من المسائل ,ثانيا_ الأبناء, وقد تناولت الحديث فيه على أهمية الرفق في معاملة الأبناء والتحذير من سوء معاملتهم وبيان الانعكاسات السلبية التي قد تحدث من ذلك, كما بينت الأمور والمواضع التي يستحق الأبناء تأديبهم عليها, وهل هذا التأديب على سبيل الوجوب أم على سبيل الندب؟ كما ناقشت مسألة العقوبة البدنية قبل سن العاشرة, وكذلك فيما يتعلق بتأديب البالغين من الأولاد , مع عرض آراء الفقهاء في هذه المسائل وبيان الراجح في كل مسألة منها. ثالثًا_الطلاب, وقد عرضت أسس العلاقة بين المعلم وطلابه, ومشروعية تأديبه لهم بالعقوبة وهل يشترط إذن الولي في ذلك أم لا ؟ كذلك بينت المواضع التي للمعلم أن يؤدب فيها طلابه . والفصل الثالث: عرضت فيه ضوابط استخدام العقوبة كوسيلة من وسائل التأديب من خلالالإلتزام بنوع ومقدار العقوبة كما حددتها الشريعة, ومن خلال بيان وجوب الإلتزام بتحقيق حكمة مشروعية استخدام العقوبة للتأديب حتى لا يخرج التأديب من دائرة الرحمة والعدل والمصلحة إلى دائرة الإنتقام والمفسدة والضرر . والفصل الرابع: بينت فيه مسؤولية المؤدِّب في الضمان, فيما إذا تلف المؤدَّب من التأديب المشروع, كذلك فيما إذا حصل التلف نتيجة التعدي والتعسف في استخدام حق التأديب واستخدامه بوجه غير الذي شُرع فيه أو بتجاوزه وعدم التزامه بالضوابط التي نُص عليها في الفصل السابق. ثم ختمت الرسالة ببيان أهم النتائج والتوصيات .