Abstract:
إن أحد اهداف منظمات التنمية والتطوير العالمية هو تقليل الفقر من خلال استمرارية التنمية الاقتصادية, ولذلك فإن السؤال هو: كيف يمكن لعمليات المواصلات أن تقلل الفقر؟ إن إجابة هذا السؤال ليست مباشرة أو سهلة.هنالك تغيرات كبيرة على عمليات نظام المواصلات في الضفة الغربية خلال سنوات الانتفاضة وذلك بسبب إجراءات سلطات الاحتلال الاسرائيلي على شبكة الطرق, لذلك فإنه من المهم دراسة تأثير نظام المواصلات الحالي على الفقر ومستوى المعيشة. إن الهدف الأساسي من هذه الدراسة هو البحث في أثر الظروف الحالية لنظام المواصلات على النواحي الاقتصادية الاجتماعية لحياة الفلسطينيين, وخصوصًا الفقر, وتحسين جودة الحياة من نواحي الإيصالية والانفاق على المواصلات ووقت وثمن التنقل وتوفر وتحمل المواصلات العامة والوصول إلى الأسواق والعمالة. وتتلخص طريقة العمل في هذا البحث بالنقاط التالية: (أ) مراجعة الدراسات ذات العلاقة على المستوى المحلي والعالمي, (ب) مسح الظروف الحالية والمؤشرات المواصلات من إنفاق وعامل أثمان الاستهلاك, ووقت وثمن التنقل والفقر والبطالة, بالإضافة الى بعض المؤشرات الاجتماعية, (ج) إجراء مسح على المواصلات وما لظروف المعيشية لمجتمعات مختارة. إن طريقة العمل السابقة ستستخدم في دراسة أثر نظام المواصلات الحالي في الضفة الغربية على الفقر, وإجراءات سلطات الاحتلال الاسرائيلي المفروضة على قطاع الطرق وعلى حياة الفلسطينيين, مع التركيز على مدينة نابلس كحالة دراسية في هذا المشروع. إن النتائج الرئيسية لهذا المشروع هي :
• تواجه الضفة الغربية عددًا من إجراءات سلطات الاحتلال الاسرائيلي والتي تهدف إلى تدمير حياة الفلسطينيين من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية وقطاعات أخرى.
• لقد ازداد وقت وثمن التنقل بسبب الاغلاقات والحواجز الاحتلالية مما أدى الى انخفاض الدخل وارتفاع في مستويات الفقر في المجتمع الفلسطيني.
• لقد ازدادت مستويات الفقر بشكل حاد خلال سنوات الانتفاضة وذلك لأسباب متعددة من البطالة وانخفاض مستوى الدخل وعد الايصالية لأماكن العمل وغيرها.
• لقد تأثرت النواحي الاقتصادية والاجتماعية للفلسطينيين بشكل كبير بسبب اجراءات سلطات الاحتلال الاسرائيلي.
• لقد أشارت نتائج تحليل الاستبيان في هذه الدراسة الى ارتفاع في وقت وزمن التنقل والى تغيير في نمط المسكن والى زيادة في الانفاق على المواصلات وصعوبات في الوصول الى المستشفيات والمعاهد التعليمية وامكن الخدمات العامة ,وذلك بسبب الاغلاقات وقيود الحركة المفروضة من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي.
• لقد تأثر السائقين أيضًا بالإجراءات المفروضة من قبل الاحتلال, مما أدى الى نقصان في عدد الرحلات اليومية لهم وزيادة في عدد مرات تصليح المركبة وتغيير مسار الرحلة الاعتيادي.
• لقد كان لجدار الفصل العنصري آثار مدمرة على حياة الفلسطينيين حيث عزل التجمعات السكانية عن بعضها البعض وأدى الى عدم تمكن الفلسطينيين من الوصول الى أماكن العمل والمرافق الاجتماعية وأماكن الخدمات العامة.
بعد مناقشة النتائج التي حصلنا عليها من المسح الميداني ومن دراسة أثر الإجراءات المفروضة من قبل الاحتلال على قطاع المواصلات في الضفة الغربية, فإنه يوصى بأن تؤخذ تلك الإجراءات بعين الاعتبار في المفاوضات مع الإسرائيليين والعمل بحزم وقوة على إزالة الحواجز, وإنشاء دائرة تخطيط تهدف الى وضع الخطط التي من شأنها التقليل من آثار الإجراءات المفروضة على الفلسطينيين, وكما يوصى بأن تدعم وزارة المواصلات الفلسطينية أجور المواصلات لتخفيضها على المواطنين.
هنالك تأثيرات كبيرة للإجراءات الاسرائيلية على مدينة نابلس من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والتجارية وقطاعات اخرى, وذلك بسبب الاغلاق التام وقيود الحركة, لذلك يوصى بتخصيص ميزانيات اضافية ومشاريع استثمارية لتقوية اقتصاد المدينة والتقليل من آثار الاجراءات الاحتلالية.