أثر التشريع الإسلامي في عملية التصميم نحو تصميم إسلامي معاصر

تناقش هذه الدراسة الأثر الديني على عملية التصميم، وهو اثر لا يمكن إغفاله بحال من الأحوال، فلكل مجتمع ثقافته وعاداته وتقاليده، والتي تحكم تصرفات هذا المجتمع ونتاجه وتطوره، وهي تختلف من مجتمع لآخر، فمنها ما يتدخل في كل تفاصيل الحياة ومنها ما يترك الأمر مفتوحا إلا من بعض التحديد والتحكم، إلا أنها في المحصلة لا بد وان تظهر على نتاج أعمال وانجازات المجتمع، والتي يعبر عنها بمختلف الوسائل، ومن أبرزها العمارة، وهي من أكثر وسائل التعبير عن ثقافة المجتمعات قوة وتأثيرا بالمجتمعات الأخرى، وقد تناولت هذه الدراسة الدين الإسلامي وما أتى به من التشريعات التي تمثل محددات عامة وخاصة في بعض الأحيان على المصمم، والتي يجب أن يراعيها المصمم أثناء عملية التصميم، حيث تعرض الدراسة ابرز هذه التشريعات والمحددات ومصادرها الأساسية، وكيف أصبحت بعد ذلك قوانين للبناء في عهد الدولة الإسلامية، وكيفية تأثيرها على التصميم وأمثلة توضحها و تصل في النهاية إلى مدى ملائمة القوانين الحالية لهذه التشريعات، والمشكلات التي نتجت عن تبني ونسخ القوانين الغربية دون إخضاعها للمعايير والتشريعات الإسلامية. وتهدف الدراسة بشكل أساسي إلى التعرض إلى هذه الآثار وكيفية انعكاسها على عملية التصميم ومتابعة تطور عملية التصميم في ظل وجود هذه المؤثرات والوصول في المحصلة النهائية إلى تصميم يراعي كل هذه الأمور ويتناسب معها عن طريق دراسة بعض الحالات وتحليلها وفهم كيفية الوصول إلى الناتج النهائي للمصمم والعيش مع كل تفاصيل عملية التصميم.