GISتقييم واقع مكبات النفايات في الضفة الغربية وتخطيطها بواسطة نظم المعلومات الجغرافية

نتج عن التزايد في عدد السكان والتطور الصناعي والزراعي وتحسن المستوى المعيشي وتغير نمط المعيشة والاستهلاك، إضافة الى عدم اتباع الاسس الصحية في إدارة النفايات الصلبة؛ فقد رافق ذلك كله تكدس الاف الاطنان من النفايات في مكبات عشوائية اصبحت منتشرة في جميع انحاء الضفة الغربية، الامر الذي اصبح يشكل خطراً على السكان والموارد الطبيعية والمشهد الطبيعي والجوانب الاقتصادية والاجتماعية والحضارية في منطقة الدراسة. وهدفت الدراسة إلى استخدام نظم المعلومات الجغرافية كتقنية مساعدة في تقييم واقع مكبات النفايات قي الضفة الغربية، ومن ثم تخطيطها واختيار أفضل المواقع الصالحة لإقامة مكبات نفايات صحية بناء على مجموعة من الشروط والمعايير، اعتمادا على معايير اتفاقية بازل الخاصة باختيار وتصميم وتشغيل مكبات النفايات، إضافة إلى العديد من الأبحاث والدراسات حول الموضوع؛ للوصول إلى صياغة معايير تخطيط مكبات النفايات بما يتوافق مع ظروف منطقة الدراسة وإمكانيات الباحث. وباستخدام البيانات المتوفرة عن منطقة الدراسة، واعتمادا على تقنية نظم المعلومات الجغرافية، تم اشتقاق المعايير المطلوبة، ومن ثم تحويلها إلى خرائط تمثل أهم المعايير الاقتصادية والاجتماعية، والمعايير الجيولوجية والجيومورفولوجية، والمعايير البيئة والمعايير المناخية، والتي تمت معالجتها باستخدام وظائف التحليل المكاني والإحصائي، لتصبح قاعدة معلومات رقمية أتاحت بناء نموذج كارتوجرافي لتحديد أكثر المواقع ملاءمة في منطقة الدراسة لإقامة مكبات النفايات الصحية. وقد تضمنت الدراسة خمسة فصول: اشتمل الفصل الأول على المقدمة وخطة الدراسة، أما الفصل الثاني فقد تناول منطقة الدراسة من حيث خصائصها الطبيعية والبشرية، وتمحور الفصل الثالث حول استعراض واقع إدارة النفايات في منطقة الدراسة، ومن ثم تقييم واقع مكبات النفايات فيها بناء على العديد من المعايير والشروط. أما الفصل الرابع فقد تمحور حول صياغة معايير تخطيط مكبات النفايات، وإعطائها رتب الملاءمة الخاصة بكل معيار وتوزينها، ثم بناء النموذج الهيكلي Model Builder، والخروج بخارطة تمثل أكثر المواقع ملاءمة لإقامة مكبات نفايات صحية في الضفة الغربية. في حين تناول الفصل الخامس النتائج التي توصلت إليها الدراسة، مع صياغة بعض التوصيات التي من شانها رفع مستوى إدارة النفايات في الضفة الغربية. وتوصلت الدراسة إلى أن المكبات الحالية هي مكبات عشوائية وغير ملائِمة ولا تراعي الشروط الصحية والبيئية؛ لان اختيار مواقعها تم بشكل عشوائي وغير علمي ودون إتباع المعايير المطلوبة. هذا وتوصلت الدراسة بعد تطبيق المعايير المختلفة باستخدام تقنية GIS إلى أفضل المواقع لمكبات النفايات، ثم تم تمثيلها بخرائط ملاءمة، حيث تمثل الأرقام 10 و9 أكثر المواقع ملاءمة، ومن ثم تقل درجة الملاءمة بعد ذلك تدريجياً. وأوصت الدراسة بضرورة تفعيل دور نظم المعلومات الجغرافية في مجال الإدارة السليمة للنفايات، والتخطيط البيئي. وكذلك حثت المسئولين على ضرورة إغلاق مكبات النفايات العشوائية وإعادة تأهيلها، وإتباع الأسس الصحية والبيئية في تخطيط مكبات النفايات.