انتشار اكتئاب ما بعد الولادة بين النساء حديثات الولادة في محافظة نابلس والعوامل المرتبطه به

مقدمة: يعد اكتئاب ما بعد الولادة تحديا صعبا ومشكلة هامة في الصحة العامة بسبب تأثيره الكبير على الأم وطفلها في فترة حرجة من تطور الطفل. ومع ذلك، فإنه يلقى القليل من الاهتمام في عيادات الرعاية الصحية الأولية وعيادات صحة الأم والطفل الفلسطينية. الهدف من هذه الدراسة هو تحديد مدى انتشار اكتئاب ما بعد الولادة والعوامل المرتبطة به بين النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 18 و45 عاما في محافظة نابلس. منهجية البحث: هذه الدراسة هي دراسة مقطعية، حيث أجريت فيها مقابلات مع 246 من الأمهات اللاتي تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عاما، واللاتي تم اختيارهن بطريقة غير عشوائية من 12 عيادة من عيادات الرعاية الصحية الأولية وصحة الأم والطفل التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) في منطقة نابلس. حيث أجريت المقابلات ما بين 7 إلى 12 أسبوع بعد الولادة في شهري أيار وحزيران 2013، باستخدام نسخة عربية من مقياس أدنبرة لاكتئاب ما بعد الولادة (حد القطع ≥ 10) إضافة لأسئلة أخرى حول العوامل المرتبطة باكتئاب ما بعد الولادة. النتائج: تم تحليل 235 مقابلة صالحة بمتوسط عمري 26.13 سنة، [95% CI: 25.45-26.8]. 49.8٪ من الأمهات يسكنّ في مدينة نابلس في حين تسكن 29.8٪ و20.4% في القرى ومخيمات اللاجئين على التوالي. كان عدد الأمهات اللاتي حصلن على نتيجة (حد القطع ≥ 10) ويعانين من اكتئاب تساوي 40 أماَ (17%) منهن 21 (8.9%) حصلن على (حد القطع ≥ 13) وتم اعتبارهن يعانين من اكتئاب شديد. وقد أظهر التحليل الإحصائي أن الاكتئاب أثناء الحمل؛ وجود تاريخ مرضي للأمراض النفسية؛ التعرض إلى اثنين أو أكثر من ضغوطات الحياة الشديدة أثناء فترة الحمل؛ سوء الرضا عن العلاقة الزوجية؛ سوء الرضا عن مساعدة الزوج ودعمه، وسوء الرضا عن العلاقة مع الحماة (والدة الزوج)؛ والدعم الاجتماعي المنخفض كلها عوامل ترتبط بقوة مع حدوث اكتئاب ما بعد الولادة. و لم يلاحظ أي ارتباطات ذات دلالة إحصائية بين اكتئاب ما بعد الولادة والخصائص الاجتماعية والديموغرافية (العمر، والتعليم، والسكن والدخل)؛ والعوامل المرتبطة بالحمل والولادة أو المولود. الاستنتاج والتوصيات: يعتبر انتشار اكتئاب ما بعد الولادة بين النساء الفلسطينيات مرتفعا ويرتبط أساسا مع الضغوطات النفسية والاجتماعية خلال فترة الحمل. وعلى الرغم من أن هناك حاجة إلى إجراء مزيد من البحوث في هذا المجال نظرا لصغر حجم العينة والنهج غير العشوائي في اختيارها، إلا أننا نوصي بشدة بدمج الكشف المبكر عن اكتئاب ما بعد الولادة في خدمات الرعاية الصحية قبل الولادة وبعدها، وإعطاء مزيد من الوقت لتقديم المشورة للأمهات إضافة إلى الخدمات الطبية المقدمة لهن.