الأبعاد الاجتماعية السياسية في التطوير الحضري لأحياء الفقراء

Year: 
2010
Discussion Committee: 
أ.د. عبد الستار قاسم - مشرفا رئيسا
د. علي عبد الحميد - ممتحنا داخليا
د. نايف أبو خلف - ممتحنا داخليا
د. فايز فريجات - ممتحنا خارجيا
Supervisors: 
أ.د. عبد الستار قاسم
Authors: 
جهاد صالح عبد اللطيف سلامة
Abstract: 
تناقش هذه الرسالة الأبعاد الاجتماعية السياسية للأحياء الفقيرة في المدن ذلك لأن الأحياء الفقيرة تعاني من الإهمال والاستضعاف، ويعاني سكانها من الكثير من الأمراض الفسيولوجية والاجتماعية والنفسية. الهدف من الدراسة هو وضع اليد على أسباب غير أسباب الضعف الاقتصادي والمالي الذي يعاني منه الفقراء، وهي الأسباب المتعلقة بالترتيب الاجتماعي والسياسي، والتي هي متعلقة بالمسؤولية العامة، وليس بمسؤولية سكان الحي. الأحياء الفقيرة المتميزة بالازدحام وسوء الخدمات وضيق الشوارع عبارة عن مشكلة عالمية تعاني منها أغلب دول العالم، بخاصة دول العالم النامي، وهي تلقي بثقلها على الاستقرار، وقد تنفجر إلى عنف يعاني منه الجميع. ومن الملاحظ في الدول النامية أن الأحياء الفقيرة تنتشر في المدن الكبرى بطريقة تضع علامات استفهام على تعامل الإنسان مع أخيه الإنسان. تقوم هذه الدراسة على فرضية أساسية مفادها بأن التمييز بين الأحياء في التخطيط الحضري ناجم عن سوء تخطيط متعمد ومسبق لأن صاحب القوة والمتنفذ يحقق مصالحه ومصالح من يتحالف معهم على حساب من هم أضعف منه وهم الفقراء، فيوظف الأموال لتطوير أحياء الأثرياء. صاحب السلطان أو النفوذ هو الذي يضع القانون بالطريقة التي تتناغم مع مصالحه ومصالح من هم على شاكلته، ويحرم أحياء الفقراء من نصيبها. اعتمدت الدراسة المنهج التاريخي والوصفي التحليلي، فبدأت بوصف تاريخي لتنظيم المدن عند الحضارات المختلفة، وأبرزت مكانة الفقراء وأنماط أحيائهم في تلك الحضارات. وكان من الملاحظ تاريخيا أن الفقراء قد عانوا كثيرا في مختلف المجالات، وكانت أحياؤهم تاريخيا مصدرا للأوبئة والأمراض، وعانت الازدحام الشديد، ومن الحرائق والتدمير على أيدي السادة والمتنفذين. هكذا كان الأمر في العهدين الروماني واليوناني، وفي عهود الأسياد والعبيد والإقطاع وبداية الرأسمالية وقيام الدولة الصناعية. لم يتحسن وضع أحياء الفقراء إلا في النصف الثاني من دولة الصناعة، وفي مرحلة ما بعد الصناعة، وذلك بعد أن تمحض وعي الفقراء عن إقامة نقابات وشكلوا قوة احتجاجية في الشارع. ثم تحدثت الرسالة عن عقدتين أساسيتين تعاني منهما المجتمعات وهما عقدة الشعور بالتفوق لدى الأثرياء، وعقدة الشعور بالنقص لدى الفقراء. هناك مشكلة كبيرة لدى الأثرياء بخاصة إذا كان لديهم وعي طبقي في العيش في أحياء يسكنها الفقراء. من الملاحظ اجتماعيا أن الذي يملك مالا يبحث عن السكن في حي بعيد عن الفقراء لأنه ينظر إليهم بنوع من الدونية، وأن الذين يملكون يشترون قطع أراض في أماكن غالية الثمن ذلك لأنهم يتوقعون ما يسمونه رقي الحي. هم يعرفون الرقي بالمظاهر العمرانية والخدمات المتطورة، وهم يرحلون إليها حتى لو كلفهم ذلك الشيء الكثير. أما الفقراء فيحرصون على التوفير لأنهم لا يملكون، فيبقون بمستويات أحياء تتناسب مع قدراتهم المالية، وربما يذهبون أحيانا إلى أحياء الأثرياء للسياحة رغم إحساسهم بالقهر عندما يرون بأعينهم التباين بين أحيائهم وأحياء الأغنياء. غالبا يتحالف المتنفذون في المجتمع معا لأن لهم مصالح متبادلة. يتحالف السياسي مع كبير العشيرة، ومع الرأسمالي الثري والإعلامي المؤثر ورجل الدين الذي يحوز على ثقة الناس. هؤلاء يسيطرون على أغلب الثروة، ويتركون القليل للفقراء. وهذا ما أدى إلى الاستنتاج أن القوة هي أساس التمييز بين الأحياء، وأن الذي يريد تحسين أحوال الحي الذي يعيش فيه، فإن عليه أن يكتسب القوة، وهذا ما يؤكده تحسين ظروف الفقراء بعدما تجمعوا وأنشأوا التكتلات لمواجهة الظلم والاستغلال. هناك أمل أن يحل العقل محل القوة، وأن تتبع الدول نظام توزيع عادل فتضيق الفجوة الخدماتية بين أحياء الفقراء والأثرياء.
Pages Count: 
222
الحالة: 
Published