Discussion Committee:
أ. د. يحيى جبر- رئيساً ومشرفاً
أ. د. حسن السّلوادِيّ - ممتحناً خارجياً
د. سعيد شواهنة - ممتحناً داخلياً
Authors:
آية رسمي عبد القادر سلمان
Abstract:
تبحث هذه الدّراسة في دلالة ألفاظ الجِهَات في الشِّعر الجاهليّ والقرآن الكريم، وقسّمت البحث إلى ثلاثة فصول، صدّرتها بمقدّمة، وتمهيد، عرضتُ فيه أسماء الجِهَات الّتي كانت في الأصل أسماء للرِّياح، وأنواعها، ومهابّها، وشدّتها، وسهولتها، وأصواتها، ووضّحتُ العلاقة بينهما، وناقشتُ التّطور الدّلاليّ الّذي طرأ عليها مع مرور الزّمن. وتناولتُ في الفصل الأوّل أسماء الجِهَات وأنواعها في اللّغة، وعالجتُ فيها الأصل "وجه" وتصاريفه في اللّغة، والجِهَات الثّابتة / المطلقة، والجهات النسبيّة / المرتبطة بغيرها.
ويحوي الفصل الثّاني كيفيّة تعبير العرب عن الجِهَة، ويشتمل على الجِهَات الّتي يتوصل إليها بلفظ مفرد صريح، والجِهَات الّتي يتوصل إليها بالمركّب من جار ومجرور، ومركّب إضافيّ، وجملة فعليّة، ومركّب وصفيّ، والجِهَات الّتي تحدّد باتّجاه حركة هبوب الرِّياح.
أما الفصل الثّالث فهو بعنوان قضايا لغويّة، ويناقش التّطور الدّلاليّ من خلال العلاقات الّتي تنتظم المفردات موضوع الدّرس تحتها، فيدور حول الاشتقاق، والمجاز، والمشترك اللفظيّ والمعنويّ، المُعَرَّب والدَّخِيل، وإقامة الصِّفة مقام الموصوف. ثمّ تقدّم خاتمة تجمل فيها أهمّ ما توصّلت إليه من نتائج.
وتكتسبُ هذه الدّراسة أهميةً خاصةً من كونها تناولت التّطور التّاريخيّ لألفاظ الجهات في الشِّعر الجاهليّ والقرآن الكريم، فعلى الرغم من وجود دراسات تناولت هذا الموضوع، إلاّ أنّ أحداً لم يدرسها من منظور دلاليّ دراسة شاملة تتصف بالعمق والاستقلال. والّذي دفعني إلى هذه الدّراسة أنّ إعادة اكتشاف دلالات الجهات المهملة هو محور فهم بعض الآيات القرآنيّة، وكذلك محور فهم الشِّعر الجاهليّ والمخضرم.
ولقد اعتمدتُ المنهج التّكامليّ في هذه الدّراسة. فتظهر أهميّة البحث أنّه قام على الصّلة الوثيقة بين النّص الأَدبيّ والدّراسات اللّغويّة، وبالتّالي يمكن إضافته إلى الدّراسات اللّغويّة والأدبيّة والقرآنيّة.
ولكن واجهتُ صعوبات اعترضتني في أثناء إعداد هذه الأطروحة، وهي قلة الدّراسات المتخصصة الّتي تحدثت عن موضوع الجهات، فاعتمدتُ على بحث للأستاذ الدكتور يحيى جبر بعنوان (ما وراء اللّغة) في كتابه "نحو دراسات وأبعاد لغويّة جديدة".
ومن أبرز النّتائج الّتي توصلتُ إليها بعد الغوص في الشِّعر الجاهليّ والنّص القرآني، واستخراج الألفاظ الثّابتة والنّسبيّة والمفردة والمركّبة والضّمنيّة الدّالة على الجهات، وشرح دلالتها: أنّه أُشير للجهات في القرآن الكريم بالأُسلوب ذاته الّذي درج عليه الجاهليون.