المضامين الاجتماعية في سورة الإسراء

Year: 
2012
Discussion Committee: 
د. حسين عبدالحميد النقيب/رئيسا
د. موسى البسيط/ ممتحناخارجيا
د. عودة عبد الله/ممتحنا داخليا
Supervisors: 
د. حسين عبد الحميد النقيب
Authors: 
لطفي عبد الرحمن مصطفى محاجنه
Abstract: 
الملخص الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على أشرفِ المرسلين، وسيد العالمين سيدِ الخلق وحبيبِ الحقِّ سيِّدنا محمد، وعلى آلهِ وصحابتِهِ أجمعين، وعلى التابعينَ وتابعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعد. فإنَّه لا يخفى على أحدٍ أنَّ القرآنَ الكريمَ كلامُ اللهِ تعالى، وهو منهجُ حياةٍ زكّى به نبيَّهُ، فزكّى به جيلاً فريدًا من نوعِه، فأخرجهم منَ الظلماتِ إلى النورِ، وذلكَ لاهتمامِهِ بالمضامينِ التربويَّةِ والاجتماعيَّةِ. إنَّ منَ السُّورِ التي ركَّزَت على المضامينِ الاجتماعيَّةِ والتربويَّةِ سورةَ الإسراءِ. فقدْ تضمَّنَتِ السُّورةُ أسُسًا ومبادئَ وقواعدَ يجدرُ بكُلِّ مسلمٍ أنْ يتأملَها ويتدبرَها لما فيها منَ الخيرِ في حياةِ الفردِ المسلمِ الخاصَّةِ والعامَّةِ؛ ومنْ هنا حملَت هذه الدراسةُ عنوانَ "المضامين الاجتماعيَّة في سورة الإسراء". إنَّ منْ أسمى أهداف هذه الرسالةِ الوقوفَ على جميعِ هذهِ المضامينِ الاجتماعيَّةِ التربويَّةِ الرَّبانيَّةِ التي بيَّنتْها سورةُ الإسراءِ بيانًا محكمًا بديعًا؛ ولا شكَّ أنَّ هذهِ المضامينَ لها صلةٌ مباشرةٌ بواقِعِنا المعاصرِ، تعالج آفاتِهِ وتنهض بالأمة لتكونَ أمَّةً آمِنَةً، منهجُها كتابُ اللهِ وحبلُه المتين، وسنةُ نبيهِ محمدٍ صلى الله عليه وسلَّم. وقدْ قُسِّمَتِ الدراسةُ إلى أربعةِ فصولٍ: تحدَّثَ الفصلُ الأوَّلُ عنِ التعريفِ بسورةِ الإسراءِ، وخصائصِها، وموضوعاتِها، وارتباطِها بما قبلَها وما بعدَها منْ سورِ القرآنِ كمدخلٍ لهذه الدراسةِ. وأمَّا الفصولُ الثلاثةُ الأخرى، فقد عرضتُ فيها للمضامينِ الاجتماعيَّةِ في السُّورةِ ،حيثُ قسَّمْتُ هذه المضامين إلى ثلاثِ مجموعاتٍ مترابطةٍ: تكلَّمْتُ في الفصل الثاني عنِ المضامينِ الاجتماعيَّةِ المتعلقةِ بالأقاربِ والمحتاجينَ فبيَّنْتُ بالتحليلِ والتوضيحِ حقوق الأقاربِ على أقاربِهم، وخاصةً حقوقَ الآباء على الأبناءِ، وحقوقَ المساكينِ وابنِ السبيلِ على المجتمعِ وعلى ضرورةِ مساهمةِ المجتمعِ في حلِّ مشاكِلِهم، وأثرَ هذا التضامنِ على لُحمةِ المجتمعِ وتماسكِهِ. وأمَّا الفصلُ الثالثُ فتحدَّثْتُ فيهِ عنِ المضامينِ الاجتماعيَّةِ المتعلقةِ بحقوقِ الإنسانِ، كحقِّ الأمانِ في الحياةِ، وبيانِ تكريِمهِ عندَ اللهِ تعالى، حيث بيّنْتُ كيفَ عرضَ القرآنُ النَّهْيَ عنْ جريمةِ القتلِ، وحرمةِ النَّفْسِ البشريَّةِ التي حرَّمَ اللهُ، كما بيّنْتُ تشديدَ القرآنِ ونهيَهُ عنْ قتلِ الأولادِ منْ خشيةِ الفقرِ، فربطْتُ هذا الموضوعَ بواقعِنا المعاصرِ موضِّحًا علاجَ القرآنِ لهذا الأمرِ الخطيرِ. وأما الفصلُ الرابعُ والأخيرُ وهوَ منْ أهمِّ فصولِ الرسالةِ فتحدثْتُ فيهِ عنِ المضامينِ الاجتماعيَّةِ المتعلقةِ بالآفاتِ التي تهددُ استقرارَ المجتمعِ حيثُ بيّنْتُ في هذا الفصل سبعَ آفاتٍ تعرضَتْ لها سورةُ الإسراءِ وهي: الإسرافُ والتبذيرُ، والبخلُ، والزِّنا، وأكلُ مالِ اليتيمِ، وخيانةُ العهدِ، وعدمُ الوفاءِ بالكيلِ والميزانِ، والكِبْرُ؛ حيثُ ناقشْتُ منْ خلالِها أقوالَ المفسرينَ وتوجيهاتِهم لها، رابطًا هذه الآفاتِ بواقعِنا المعاصرِ، مركِّزًا على العلاج من خلال سورة الإسراء. كانَ منهجي في هذه الدراسةِ في عرضِ هذه المضامين منهجًا استقرائيًّا، تحليليًّا نقديًّا، ومن أهمِّ النتائجِ التي توصلْتُ إليها ما يلي: 1. إنَّ توجيهاتِ سورةِ الإسراءِ تسعى لبناءِ الإنسانِ والمجتمعِ الصَّالحِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ. 2. إنَّ المضامينَ الاجتماعيَّةَ في سورةِ الإسراءِ وحدَها كافيةٌ لإصلاحِ حالِ المجتمعاتِ، وكفيلةٌ ببعثِ الأمنِ والأمانِ في سائرِ حياتِهم. 3. إنَّ المعاصي والذنوبَ تعمي بصيرة القلب فلا يدركُ الحقَّ كما ينبغي وتضعف قوته وعزيمته، وبالتالي يقع في آفاتٍ تهددُ استقرارَ المجتمعِ. 4. إنَّ أصلَ الأخلاقِ المذمومةِ كلِّها الكبرُ والاستعلاءُ، وهيَ صفةُ عدوِّ اللهِ إبليس حيثُ استكبرَ وامتنعَ منَ الانقيادِ لأمرِ ربِّهِ. وأخيرًا، إنَّ منْ أهمِّ الأمورِ التي على المجتمعات الإسلامية الاهتمامَ بها استخدامُ طرقِ الوقايةِ التي أشارَتْ إليها سورةُ الإسراءِ لتفادي الوقوع في الآفاتِ الاجتماعيَّةِ.
Full Text: 
Pages Count: 
172
الحالة: 
Published