Discussion Committee:
د.رائد نعيرات/مشرفا و رئيسا
د.ايمن طلال/ممتحنا خارجيا
أ.د. عبد الستار قاسم/ممتحنا داخليا
د.مسعود اغبارية/ممتحنا داخليا
Abstract:
تبحث هذه الدراسة المكونة من ثلاثة فصول في نموذج بناء المؤسسات في قيام الدولة الفلسطينية، حيث تطرقت الباحثة بشكل خاص للنموذج الاسرائيلي في اقامة الدولة لاتاحة الفرصة لاجراء مقارنة بينه وبين النموذج الفلسطيني الذي أعلنه سلام فياض رئيس الحكومة الفلسطينية الثالثة عشرة. كما تم القاء الضوء على أهم التطورات المرتبطة بالقضية الفلسطينية للوصول للدولة الفلسطينية منذ اعلان الاستقلال في 1988 ولغاية يومنا هذا، كما أفرد جزء للحديث عن أهم انجازات خطة سلام فياض مذ اعلانها لغاية 2012 وفي المقابل تطرقت الرسالة للمعوقات المرتبطة بالواقع الجيوسياسي والتي تعيق اقامة الدولة الفلسطينية ومن ثم تحليل قدرة نموذج بناء المؤسسات في الحالة الفلسطينية على إنجاز الدولة في ظل المتغيرات والمعطيات المتوافرة على الساحات الفلسطينية والإقليمية والدولية والإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال التوصيات والنتائج.
وتكمن إشكالية الدراسة في مدى قدرة نموذج بناء المؤسسات الذي يستخدمه سلام فياض واستناداً الى نماذج أخرى مشابهة على رأسها النموذج الاسرائيلي في فرض أمر واقع على الأرض وصولاً للدولة الفلسطينية المستقلة خاصة بعد مضي ما يقارب عقدين من الزمن من الدبلوماسية الدولية التي أخذت على عاتقها تنفيذ بنود اتفاقيات السلام الفلسطينية الإسرائيلية وفي مقدمتها اتفاقية أوسلو التي لم تشر بأي من بنودها الى موضوع الدولة الفلسطينية.
ومن اجل ذلك ستجيب الدراسة على سؤال الدراسة الرئيسي وهو هل نموذج بناء المؤسسات استطاع أن يغير الحقائق على الأرض بحيث يجعل من حلم إقامة الدولة واقعاً ملموساً؟ كما تجيب على العديد من الأسئلة حول تعريف نموذج دولة المؤسسات وبناء الدولة كمفهوم، كيف بنى اليهود دولتهم وما هو النموذج الفلسطيني وما هي العوامل التي ساعدت النموذج الاسرائيلي والفرق بين الحالة الفلسطينية والاسرائيلية بهذا الخصوص، ما هو واقع الدولة الفلسطينية الحالي وما هي انجازات حكومة سلام فياض في هذا الصدد، ما هي المعيقات الجيوسياسية التي يفرضها الواقع الحالي، وكيف يمكن تجاوز هذه العقبات وصولاً للدولة الفلسطينية المستقلة.
استخدمت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي والمنهج المقارن للإجابة على السؤال الرئيس فرضية الدراسة والأسئلة التي تم طرحها، واستخدمت أدوات مختلفة من أبرزها: المقابلات الفردية مع عدد من القادة والمحللين السياسيين، والخرائط التي تبرز الواقع الجيوسياسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد عام 1967.
وقد خرجت الدراسة بعدد من النتائج كان أبرزها وجود اختلاف في الظروف التي واكبت نموذج البناء بين الفلسطينيين والاسرائيليين من حيث طبيعة الدعم من قبل الدول العظمى، الوضع الداخلي السياسي، الظروف الجغرافية، توفر الموارد، توفر الارادة الدولية والمحلية، وضوح الهدف والرؤيا واعتماد القرارات الدولية كأساس قانوني لاعلان الاستقلال. روغم المعيقات تمكنت حكومة فياض من تحقيق العديد من الانجازات خاصة فيما يتعلق باعادة اصلاح وبناء المؤسسات الفلسطينية وفي جوانب مرتبطة بفرض النظام والأمن ولكن كل ذلك مهدد بسبب غياب السيادة واجراءات الاحتلال على أرض الواقع. نتيجة مهمة خلصت لها الدراسة وهي أن القضية الفلسطينية نجحت في تغيير الرأي العام الدولي في العديد من الدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي لصالح القضية االفلسطينية وكذا الحال في الولايات المتحدة الأمريكية.
فيما قدمت الدراسة عدد من التوصيات من أبرزها
1. ضرورة اعتبار إزالة الاحتلال أساساً لنموذج دولة المؤسسات، وعدم اعتبار إزالة الاحتلال ودولة المؤسسات خطين متوازيين مع بعضهما، وهذا ما يدعو إلى ضرورة تبني نموذج جديد لدولة المؤسسات.
2. توحيد الصف الداخلي الفلسطيني، وعدم تقديم خدمات مجانية للاحتلال، فخسارة العدو لا تكون فقط بمواجهته، فأي مكسب فلسطيني هو خسارة إسرائيلية.