الإنذار في القرآن الكريم

الإنذار: يعني الإبلاغ أو الإخبار أو الإعلام مع التخويف، ولقد ذكر الله تعالى الإنذار في القرآن الكريم عشرين ومائة مرة، وكانت أكثر تلك الآيات في السور المكية؛ لأن في ذلك مناسبة لحال العرب في تلك الفترة، من عبادتهم للأوثان والأصنام. وكان اهتمام القرآن الكريم بالإنذار لحِكَم عظيمة، فقد جاء لتخويف الناس وتهديدهم من عقاب الله وسخطه، وتذكيرهم وإيقاظهم من غفلتهم، وإقامة الحجة عليهم بتبليغهم دين الله، وهدايتهم وإرشادهم للطريق المستقيم. والناظر في آيات الإنذار بعين التدبر والتأمل يجد أنّ المُنذِرين في الآيات خمسة، وهم: الله جل جلاله، والرسل عليهم السلام الذين بُعثوا لإنذار الناس، والقرآن الكريم بما يحويه بين دفتيه من وصف لعذاب الله، ثم المؤمنون، وأخيراً الجّن؛ لا سيما أنهم مكلفون كالإنس فهم يُنذِرون بني جنسهم. وخصت آيات الإنذار سبعة أصناف من المُنذَرين وهم: المؤمنون، ثم الأقارب، وأهل مكة، وتخصيص الآيات الظالمين بالإنذار، وأهل الكتاب لما هم عليه من الضلال، ثم الناس جميعاً، وأخيراً الجن. كما كشفت آيات الإنذار عن مواقف الأمم السابقة تجاه النُذُر عليهم الصلاة والسلام على مر العصور، فلقد أعرضوا واستكبروا، وكذبوا الرسل عليهم السلام، واتهموهم بأبشع التهم وأقبحها. ولقد كان الإنذار ركناً من أركان دعوة الرسل على مر العصور، وبينت جوانب من الإنذار في حياة أولي العزم من الرسل، وأشارت الدراسة إلى بعض صفات المنذِرين.